يحل عيد الميلاد المجيد للمرة الثانية في ظل الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأميركية على أبناء الشعب الفلسطيني في عموم الوطن، وقطاع غزة خصوصًا، ومع تصاعد ظاهرة الفلتان الأمني في محافظات الشمال وتحديدًا في مخيم جنين من قبل المجموعات الخارجة على القانون التكفيرية والتخوينية، التي ارتقى فيها شهيدين حتى إعداد المقال، وبات الظلام الدامس يخيم على الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي يجب أن تتكاتف فيه القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية واتباع الديانات السماوية والمعتقدات الفكرية والفلسفية المختلفة لحماية المشروع الوطني، والكيانية الفلسطينية، وتعزيز الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في أوساط الشعب، وحماية السلم الأهلي، وقبل ذلك وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الذي استُشهد من أبنائه حتى الآن ما يزيد عن 45 ألفًا، وما يفوق 107 ألف جريح، غير المفقودين، وخلف دمارًا هائلاً وغير مسبوق، وما يزيد على 10000 ألف معتقل.
ما زال الصهاينة وسادتهم الأميركيون حتى اليوم يصلبون السيد المسيح، الفدائي الفلسطيني الأول في شوارع ومدن ومخيمات ومحافظات قطاع غزة وفي القدس العاصمة أمام وحول كنيسة القيامة، وفي بيت لحم حيث ولد السيد المسيح عليه السلام في كنيسة المهد، وفي جنين ومخيمها البطل ونابلس وطولكرم وقلقيلية والخليل والناصرة في محيط كنيسة البشارة والخليل وسلفيت وطوباس وأريحا وحيفا ويافا وشفا عمرو وسخنين وعرابة البطوف ودير حنا وأم الفحم وعكا وكفر ياسيف وعسفيا وبئر السبع واللد والرملة ودير الأسد ورام الله والبيرة وبير زيت وجفنا وحيثما وجد فلسطيني عربي، بغض النظر عن جنيه وعمره ولونه ودينه ومذهبه.
نعم يُصلب منذ ما يزيد على 14 شهرًا بشكل معلن الشعب الفلسطيني بشكل همجي وعنصري وفوق نازي صهيو أميركي لتحقيق خيارهم الوحشي عبر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والأمراض والأوبئة والعطش والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، ضاربين عرض الحائط كل القوانين والأعراف والمعاهدات الأممية، لنفي الشعب من أرض وطنه الأم فلسطين، وحرمانه من الحرية والاستقلال وتقرير المصير وفقًا للقوانين والقرارات الشرعية الدولية والفتوى القضائية لمحكمة العدل الدولية.
لكن الشعب الفلسطيني باقٍ على أرض فلسطين الطاهرة، متشبثًا بترابه الوطني، ولن يصعد للسماء، كما صعد رسول السلام والمحبة عيسى عليه السلام، الذي اختاره الله جل جلاله ليكون بجانبه، رغم صعود عشرات الآلاف من الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء من أبناء شعبنا، إلا أن الغالبية العظمى باقية ما بقيت الأرض الفلسطينية العربية الطيبة، وما بقيت المساجد والكنائس على الأرض، رغم التدمير الهائل لها في قطاع غزة، وستقام الطقوس الدينية احتفاءً بعيد الميلاد المجيد، وبإسراء ومعراج الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم الخليل وكل الأنبياء والرسل.
في عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح، العيد الوطني والاجتماعي لكل الشعب وليس لأبناء الشعب من اتباع الديانة المسيحية فقط، الذي يحل اليوم الثلاثاء وصباح الغد الأربعاء 24 و25 كانون الأول/ديسمبر، تحتم الضرورة على الكل الفلسطيني وهم يحيون ذكرى ميلاد رسول السلام والتسامح والمحبة العمل على رص الصفوف، ووقف الفتنة الداخلية التي يفتعلها الخارجون على القانون والنظام من أنصار التكفير والتخوين الدواعش وأضاربهم من قادة وأنصار الانقلاب الأسود على الشرعية الفلسطينية منذ نحو 18 عامًا خلت، وتعزيز الوحدة الوطنية والنظام السياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب، ووقف الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب في الوطن الفلسطيني عمومًا وقطاع غزة خصوصًا للتقدم قدمًا نحو بلوغ هدف الاستقلال لدولة فلسطين من رجس ووحشية الصهاينة، الذين صلبوا رجل المقاومة الأول عيسى عليه السلام، وما زالوا يعيثون فسادًا وصلبًا لكل الشعب في الأرض الفلسطينية والعربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول الشقيقة.
وكل عام وأبناء الشعب الفلسطيني من اتباع الديانة المسيحية ومن مختلف الطوائف والمذاهب المسيحية في العالم العربي والعالم ككل وهم بخير، ندعو العالم كله للوقوف إلى جانب شعب السيد المسيح عليه السلام لحمايته من قراصنة العصر الفوق نازيين الصهاينة ومن أوجدهم ومن يقف خلفهم من دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة لحماية البشرية وتأمين السلم والأمن لشعوب الكرة الأرضية قاطبة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها