يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في مسعى منه لإطلاق سراح عدد أكبر من الاسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ما يشير إلى احتمال أنه يحاول تحقيق ذلك، كي يعرقل مواصلة التقدًُّم في الاتفاق للمراحلة المقبلة.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإلكترونيّ، في تقرير نشره مساء أمس الخميس 2025/02/06، وأشار فيه نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إلى أن نتنياهو قد عرض خلال لقاءاته في واشنطن، خطته لمواصلة تنفيذ اتفاق الأسرى، والمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمّن من ضمن أمور أخرى اقتراحًا لقادة الفصائل الفلسطينية الكبار في غزة، بالتخلّي عن السّلطة في القطاع، والمغادرة إلى الخارج.
ووفق تقرير "واللا"، فإن مستشاري ترامب، الذين استلموا المرحلة الأولى من الاتفاق من إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، يتفقون مع نتنياهو بشأن الحاجة إلى إجراء تعديلات على الخطوط العريضة.
وقال مسؤول إسرائيليّ وصفه التقرير برفيع المستوى، إن "ترامب أبلغ نتنياهو أن هدفه إعادة جميع الاسرى".
وأضاف المسؤول ذاته: أن "ترامب لم يتحدث بالتفصيل عن المراحل المختلفة للصفقة، لكنه أكد أنه يثق بقُدرة المبعوث للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على النجاح في تأمين إطلاق سراح الاسرى المتبقين، وأكد نتنياهو بدوره لترامب، أنه مستعدّ لإجراء مفاوضات جادّة وجوهريّة، بشأن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى".
وذكر مسؤولون أميركيون، أن نتنياهو "أكد خلال محادثاته في واشنطن أنه يريد محاولة تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق إلى ما بعد وقف إطلاق النار الذي يستمرّ "42" يومًا من أجل إطلاق سراح المزيد من الأسرى، بالإضافة إلى الـ"33" الذين تشملهم المرحلة الأولى".
وأشار التقرير إلى أنه في مقابل الإفراج عن المزيد من الاسرى الإسرائيليين، بعد اليوم الثاني والأربعين من وقف إطلاق النار، تستعدّ إسرائيل للإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وفقًا لشروط ستُحَدَّد لاحقًا.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي شارك في المفاوضات، أنه يرى بأنه سيكون بالإمكان إطلاق سراح 2-3 اسرى إضافيين، بناء على حالتهم الصحيّة.
وقال مسؤولون أميركيون: إن "نتنياهو، لفت خلال المحادثات التي أجراها في واشنطن، إلى أنه ينوي البدء في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وتقديم مقترح للفصائل الفلسطينية يتضمّن إنهاء الحرب، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، الذين تعدّهم إسرائيل "وازنين"، ولم توافق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق".
وفي المقابل، يطالب نتنياهو، بحسب التقرير، بإطلاق سراح الاسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة، وتسليم الفصائل الفلسطينية السّلطة في قطاع غزة، ومغادرة كبار قادتها منه، بمن فيهم الذين سيُطلَق سراحهم من السجن إلى الخارج فورًا.
ونقل "واللا" عن مسؤول إسرائيليّ، لم يسمّه، قوله: "إذا وافقت الفصائل الفلسطينية على عدم السيطرة على غزة، فسوف تكون هناك مرحلة ثانية، وما لم يحدث ذلك فسوف يكون ذلك استمرارًا للمرحلة الأولى".
وأضاف: "إسرائيل لن تنسحب من فيلادلفيا، وستستخدم هذا كوسيلة ضغط، لحمل الفصائل على الموافقة".
ولفت التقرير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يقدّرون بأن فرص موافقة كبار قادة الفصائل الفلسطينية في غزة على مغادرة القطاع ضئيلة للغاية، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار صفقة الاسرى، وتجدّد الحرب لأشهر طويلة.
وفي سياق ذي صلة، ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة "كان 11"، أنه من المقرر أن يغادر وفد عمل إسرائيليّ إلى الدوحة، السبت المقبل، لمواصلة المفاوضات.
ولفتت إلى أن الوفد يضمّ كوادر من جهازَي "الموساد" و"الشاباك"، كما أنه استعدادًا لتبادل الأسرى المرتقب، السبت، يُتوقّع أن تتسلم إسرائيل، الجمعة، قائمة الاسرى الذين سيتم الإفراج عنهم.
في الوقت نفسه، هناك خشية في إسرائيل من أن تؤدي سلسلة التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي إلى الإضرار بالمفاوضات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها