أقرّت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة غير جدي، ويدل على أنه "لا يفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجذوره وتطوره على مرّ السنين".
وأضافت: "لولا أن الأمر يتعلق برئيس الولايات المتحدة، لكان اقتراح دونالد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة، واقتلاع الفلسطينيين منه، ونقلهم إلى مصر والأردن ودول أخرى، ويستحق التجاهل المطلق".
وتابعت: "التبجح بمثل هذا الحل، الذي يتطابق مع التهجير والتطهير العرقي وجرائم الحرب الأخرى، هو إهانة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وكان من المناسب أن يفهم ترامب، على الأقل في هذه المرحلة، أنه لا توجد حلول سحرية تجعل الصراع يختفي".
وأشارت إلى أن فكرة ترامب "أدخلت اليمين المتطرف في نشوة، وأربكت الوسط الذي يطارد بنفسه منذ سنوات حلاً خارج الصندوق، كما لو كان هناك حل بديل أو طريق مختصرة لمسار الدبلوماسية والسلام، وفقط عدم الإبداع منع كلا الجانبين من اختراعه".
وقالت: "ليس عبثًا أن سلسلة طويلة من البلدان في جميع أنحاء العالم دانت خطة ترامب، بما فيها مصر والأردن اللتان من المفترض أن تستوعبا الفلسطينيين، والسعودية التي يعد التطبيع معها الدافع الرئيسي لترامب، وانضمت إليها دول أوروبية والصين وروسيا وتركيا".
وذكَّر الجمهور الإسرائيلي بأن الترحيل أو النقل القسري للسكان المدنيين هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، داعيةً إسرائيل إلى أن تقاوم التهجير، سواء كان من يعظ به الحاخام كاهانا أو الرئيس ترامب.
وشددت على أن "ما هو مطلوب الآن هو أولاً وقبل كل شيء هو إكمال كل مراحل الصفقة مع الفصائل الفلسطينية من أجل استعادة كل الاسرى إلى إسرائيل ووقف الحرب، ومن المهم للغاية تقديم حلول للنزاع مع الفلسطينيين، وقبول السلطة الفلسطينية كبديل لحكم الفصائل الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة والعودة إلى المسار الدبلوماسي، لكن يجب أن تكون هذه الحلول سياسية واقعية، ترتبط بالواقع السياسي وليس بأوهام في مجال العقارات".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها