بقلم: بسام أبو الرب
نادر علان من عينابوس جنوب نابلس، ينظر كيف يُساق قطيع الأبقار الذي يملكه، تحت إطلاق مجموعة من المستعمرين وابلاً من الرصاص، بحجة البحث عن أربع بقرات سُرقت من أحد "مزارع" المستعمرين في الأغوار الشمالية.
كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف من مساء الأحد الماضي، عندما اقتحم عشرات المستعمرين الأراضي الواقعة بين بلدتي جماعين وعينابوس جنوب نابلس، فاشتعلت الحرب بين المزارع نادر علان (53 عامًا) والمستعمرين، لحماية قطيع أبقاره البالغ عددها 41، من السرقة إضافةً لجرار زراعي وخزان مياه، لكن المحاولات باءت بالفشل عقب اعتقاله واقتياده إلى "مركز التحقيق" في مستعمرة "أرئيل".
وقال علان: "كانت الأبقار ترعى بالقرب من "البركسات"، وفجأة اقتحم المستعمرون المنطقة، وسط حماية من قوات الاحتلال، بدعوى البحث عن أربع بقرات مفقودة، تعود ملكيتها لأحد المستعمرين الذي يقطن في الأغوار الشمالية".
وأضاف: "أكثر من ثلاث ساعات ونحن في حرب معهم وعراك، بهدف إثبات أن ما يبحثون عنه ليس عندي، إلا أنهم ساقوا قطيع الأبقار أمامهم وسرقوه، وذلك بعد أن باءت كل محاولاتهم بشرائها بالفشل، فقد عرضوا علي قبل فترة بيع الأبقار بمقابل 20 ألف شيقل لكل منها، ورفضت ذلك".
وتابع علان: "جرى اعتقالي واقتيادي إلى مستعمرة "أرئيل"، بدعوى سرقة أربع بقرات، وبعد تقديم كل الأدلة من صور وشهادات ملكية، حكمت "المحكمة" الإسرائيلية باسترداد قطيع الأبقار الذي يقدر ثمنه بنصف مليون شيقل عقب الإفراج عني، إلا أن المستعمرين رفضوا ذلك".
وأشار إلى أن المستعمرين كانوا يبحثون عن بقرة مميزة لونها أحمر، وكانت بين القطيع، وأنها كانت في أحد المراعي في منطقة عين المالح بالأغوار الشمالية.
ويقول علان: "إن اعتداءات المستعمرين وجنود الاحتلال علي وعلى العائلة ليست بجديدة، ففي عام 2017 جرى إطلاق النار علي من مسافة الصفر بطلق ناري في الصدر، وكانت المرة الرابعة التي أُصاب فيها من قوات الاحتلال، كما فقد أحد إخوتي عينه بعد الاعتداء عليه".
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا 1396 اعتداءً، خلال تشرين الثاني الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب من دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، حسب تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وأوضحت الهيئة في تقريرها الشهري "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، أن الجهة المتمثلة في جيش الاحتلال نفذت 1086 اعتداءً، فيما نفذ المستعمرون 310 اعتداءات، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات رام الله والبيرة بـ 273 اعتداءً، والخليل بـ 253 اعتداءً، ومحافظة نابلس بـ 204 اعتداءات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها