اجتمع الرئيس محمود عباس في باريس أمس، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حيث بحثا تطورات العملية السلمية، استكمالا لمفاوضات السلام الجارية.
وحضر اللقاء، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، والمستشار أكرم هنية، وسفير دولة فلسطين لدى فرنسا هايل الفاهوم. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس مع نظيره الفرنسي غدا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي "لقد بلغنا نقطة مهمة في المفاوضات نعمل فيها على ردم الهوة بين الجانبين حول اطار للمفاوضات". واضافت "كان من المناسب اجراء مناقشة لبضع ساعات مع الرئيس عباس وبحث الموضوعات ذات الأولوية".
وخلال لقائه نظيره الأردني ناصر جودة قبل ان يجتمع بالرئيس عباس، شدد كيري على أهمية دور عمان في المنطقة. وقال: "نصغي بكثير من الاهتمام الى اصدقائنا في الأردن فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط". ورد جودة ان الأردن "طرف معني، وليس مجرد وسيط أو مراقب".
وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي أمس ان الوفد الأميركي للمفاوضات برئاسة السفير مارتن انديك طلب من اسرائيل وبشكل رسمي وقف البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية الكبرى في اليوم التالي مباشرة لصياغة اتفاقية الاطار بما في ذلك الامتناع عن المصادقة على مخططات بناء استيطانية جديدة في المستوطنات المعزولة وخارج حدود الكتل الاستيطانية الكبرى.
ووفقا للاذاعة، لم يتلق الجانب الأميركي حتى الآن ردا من قبل طاقم المفاوضات الاسرائيلي بحجة ان اتفاقية الاطار ما زالت موضع بحث ونقاش، كما ان الطرف الأميركي لم يضغط باتجاه تحقيق هذا الطلب. واضافت الاذاعة ان الاسرائيليين يدركون أنه وحتى يبقى الفلسطينيون على طاولة المفاوضات لأطول فترة ممكنة يتوجب ايجاد أكثر من اطار غير ملزم بل يجب اعطاء أبو مازن شيئا ما.
وتابعت الاذاعة انه من أجل تجنب أزمة مع المتشددين في الحكومة يمكن ان يطبق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجميدا جزئيا "غير رسمي" للاستيطان حيث قد توقف مختلف الوزارات المعنية في الاستيطان نشر استدراجات عروض لبناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات المعزولة. ورفض نتنياهو تجميد الاستيطان منذ استئناف المفاوضات.
وردا على اسئلة اذاعة الجيش أعلن وزير الاسكان اوري ارييل عضو الحزب القومي "البيت اليهودي" ان تجميدا ولو جزئيا للاستيطان "غير مطروح" مضيفا "كما أعلن بشكل رسمي في الآونة الأخيرة رئيس الوزراء أمام الكنيست، اننا سنواصل البناء".
واضاف ان التجميد الجزئي لمدة عشرة أشهر لبناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية الذي اعلنه نتنياهو وانتهت مدته في أيلول 2010 "لم يكن مجديا، على العكس كان مسيئا لأنه زاد من مطالب الفلسطينيين" حسب قوله.
من جهته هاجم نائب وزير جيش الاحتلال داني دانون من حزب الليكود، وزير الخارجية الأميركي متهما اياه في حديث مع الاذاعة بالسعي لتحويل "الحكومة والليكود الى خلية ميرتس" في اشارة الى حزب المعارضة اليساري المناهض للاستيطان.
وحسب الاحصاءات التي جمعتها حركة السلام الآن، فانه منذ بدء المحادثات فان السلطات الاسرائيلية وضعت خططا لبناء 7302 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة واطلقت استدراجات عروض لبناء 4460 وحدة سكنية اخرى.
وفي مقابلة مع القناة الثانية العبرية ألمح كيري خلال مقابلة خاصة انه ليس بالضرورة اخلاء المستوطنين بالقوة في سياق اتفاق سلام فلسطيني اسرائيلي. واضاف كيري ردا على سؤال يتعلق "بالثمن" الذي سيدفعه المستوطنون الذين سيتم اخلاؤهم من منازلهم: "ليس متأكدا من انه سيتم اخلاؤهم أصلا".
وقال كيري في رده على سؤال آخر يتعلق باحتمالية فقدانه الأمل وان يقدم على اهمال المسار الفلسطيني - الاسرائيلي: "كل من يعرفني يعرف تماما بأنني حين انشب انيابي في شيء أو حين أهاجم هدفا ما انهي مهمتي وأحقق هدفي".
وردا على تصريحات سابقة ادلى بها وزير جيش الاحتلال موشي يعلون التي وصف فيها وزير الخارجية الأميركي بـ "الاستحواذي" قال كيري: "أنا لست استحواذيا بل صاحب تصميم، هناك بعض الناس يمكنهم ان يضحكوا وان يستهزئوا من هذه العملية لكنني أقوم بعملي وأنفذ مهمتي".
من جانبها قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني، إن "عدم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين يعني انتهاء الصهيونية والدولة اليهودية والديمقراطية". وأضافت ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات، خلال كلمة أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية المنعقد في القدس، أن الأغلبية من سكان إسرائيل يؤيدون التوصل إلى اتفاق يضمن مصالح إسرائيل. واضافت: "الأصوات التي نسمعها هي أصوات الذين يعارضون التوصل إلى اتفاق، لأنهم يفضلون أرض إسرائيل على دولة إسرائيل، لكنهم لا يتحدثون عن ثمن ايديولوجيتهم، انتهاء الصهيونية ودولة يهودية وديمقراطية".
وتابعت: "يجب وقف الحديث عن الأمن بكل ما يتعلق بالمستوطنات خارج الكتل الاستيطانية، سأحارب من أجل الكتل الاستيطانية، لكن المستوطنات المعزولة ليست جزءا من أمن إسرائيل، وإنما الهدف منها منع التوصل إلى اتفاق".
وتطرقت ليفني إلى اتفاق الإطار، قائلة إنه مناسب إذا كان متوازنا ويعكس المصالح الإسرائيلية، وعلى الفلسطينيين أيضا التنازل لأنهم سيحصلون على دولة فقط من خلال المفاوضات.
الرئيس وكيري يبحثان تطورات المفاوضات وواشنطن تطلب تجميدا جزئيا للاستيطان
20-02-2014
مشاهدة: 2736
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها