بقلم: حاتم أبو دقة

تتضاعف معاناة النازحين الغزيين على امتداد شاطئ البحر مع كل منخفض ماطر بسبب تمزق وانتهاء العمر الافتراضي لخيامهم التي لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.

ويعاني النازحون الأمرين، بسبب هطول الأمطار والمد البحري، وارتفاع الأمواج التي تهدد حياتهم.

تروي النازحة من بلدة القرارة سناء أبو لحية، معاناتها بسبب الأمطار التي أغرقت خيمتها الليلة الماضية قائلة: النازحون على شاطئ البحر أموات مع وقف التنفيذ، نعاني شدة البرد وارتفاع أمواج البحر الذي يكاد يسحب خيامهم ويغرقها.

وأضافت: أن ما يؤلمها أكثر هو معاناة زوجها محمد أبو لحية (75 عامًا) الذي لا يحتمل البرد بسبب وجود "بلاتين" في قدمه اليمنى، إثر تعرضه لكسر قبل عامين.

وتابعت: "الليلة الماضية لم يغمض لي جفن بسبب سرعة الرياح، وهطول الأمطار وارتفاع أمواج البحر التي كادت أن تبتلع خيمتنا".

وأعربت أبو لحية عن امتعاضها الشديد بسبب الوعود التي وصفتها بالكاذبة من قبل بعض الجمعيات التي زارتهم واطلعت عن كثب على أوضاعهم، ووعدت بتوفير خيام بديلة ومكانًا أكثر أمنًا، لكن دون جدوى.

على بعد أمتار وجدنا خيمة فارغة، صاحبها كان قد غادرها مع هطول أول زخة مطر، وذهب ليقضي ليلته عند أحد الأقرباء لعدم صلاحيتها.

وإلى الجنوب من خيمة أبو لحية، بدأ النازح من غزة أحمد عليوة (40 عامًا) نهاره بعد ليلة عناء بعمل مصدات رملية جديدة بعد انهيار المصدات التي قام بعملها خلال الأيام الماضية.

وبين عليوة أن معاناة النازحين على شاطئ البحر تتكرر وتتضاعف يوميًا مع اشتداد الشتاء، وانتهاء العمر الزمني لخيامهم التي لا تحتمل الأمطار والمد البحري، وارتفاع الأمواج.

وقال: إن استمرار وضع النازحين على هذا الحال سيؤدي إلى حدوث كارثة تودي بحياة المئات منهم على شاطئ البحر، منوهًا إلى أن ما يخيفهم روايات بعض المسنين من سكان المواصي أن المد كان في بعض السنين يصل إلى شارع الرشيد، ما يعني أن حياة الكل على الشاطئ مهددة بالخطر.

وناشد عليوة كافة المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة بالنظر إلى النازحين على امتداد شاطئ البحر، وتوفير خياما بديلة لهم، ومكانًا أكثر أمنًا بعيدًا عن رعب البحر الذي بات يشكل لهم كابوسًا يضاف إلى رعب الاحتلال الذي أرغمهم على مغادرة بيوتهم وأماكنهم بعد قصفها وتسويتها في الأرض.