ثمّةَ أمر أصبح في غاية الوضوح، أن المليشياوي لم يكن في يوم من الأيام سوى هذا الكائن عديم البصر والبصيرة. وما يؤكد هذه الحقيقة اليوم، أن عالم "محور الممانعة" الذي ينتمي إليه بالتمويل والخديعة ينهار من حوله، غير أنه ما زال يهذي بشعارات المحور، ويرفع التحيات لعاصمته طهران، التي باعت واشترت، وقد رفعت الأقلام في هذا الإطار، وجفت الصحف.
والواقع أن هذه الحال تبعث على الشفقة، أكثر من أي شيء آخر، فانعدام البصر والبصيرة، يغيّب الوعي تمامًا، ومع غياب الوعي، يسود الجهل، والتخلف، والحمق، والفوضى، وتسود متلازمة النكران، وهذا مرض ما لم يشفَ منه، فإنه لن يكون غير مرض قاتل.
الفلتان الأمني الذي تسعى إليه مليشيا ذلك العالم المنهار، من أجل أن يسود في مناطق السلطة الوطنية، إنما هو فلتان النكران، وفلتان انعدام البصر والبصيرة الوطنية، وحتى بصيرة المقاومة، بواقعها ومعناها الحقيقي. فلتان يقوده الخارجون عن القانون، أصحابِ الأجندات اللاوطنية، والمرتهنون لقوى ذلك العالم المنهار، الذي لم يتبق له في الواقع سوى البكاء على أطلال وحدة الساحات.
إنفاذ القانون وتنفيذه في ملاحقة ومحاسبة الخارجين عنه، هي المهمة التي تواصلها الأجهزة الأمنية للسلطة الوطنية، ولا مساومة عندها في هذه المهمة، ولا تردد، ولا تراجع، ولا تساهل، ذلك لأن إنفاذ القانون وتنفيذه، يظل هو العلاج الأمثل لمرض النكران، وما يخلف من فلتان يهدد السلم الأهلي، الذي هو خط أحمر، لن يسمح لأي كان، وتحت أي شعار، وعنوان جاء أن يمسه أو أن يتخطاه.
ويد القانون، إنما هي يد الشرعية، وكلمته هي كلمة المسؤولية الوطنية التي ترفعها الأجهزة الأمنية لتكون هي العليا في هذا الشأن الوطني، ولن يكون هناك من كلمة سواها، وعلى مليشيا العالم المنهار إدراك ذلك قبل فوات الأوان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها