بقلم: عبد الباسط خلف

تنافست طالبات من جامعة القدس المفتوحة على تخضير حرم جامعتهن، وأخذن يغرسن أشجارًا في مدخل فرع جنين، فيما نثرت أخريات عبارات أمل، ورسمن وجوهًا لشعراء ومبدعين فلسطينيين، ووزعن بطاقات تحث على الانتماء إلى المكان والحرص على نظافته.

واستبقت خريجات دورة إعداد القادة، التي نفذتها الجامعة وهيئة التوجيه السياسي والوطني، اليوم العالمي للتطوع، وأخذن يتسابقن في تزيين بهو حرم الجامعة الرئيس.

وبدت السعادة على وجه روتاج خزيمية، التي اختارتها 45 من زميلاتها المنتسبات في الدورة لقيادة مبادرة أطلقن عليها اسم "حياة".

وقالت القائدة المنتخبة إن المبادرة جهد تطوعي سعى إلى إنعاش الحرم الجامعي في جنين وتجديده وتجميله، وبدأت بتنظيف الحديقة وتزيينها، وشملت زراعة أزهار ونباتات.

- بوح واجتياحات

وتطمح خزيمية ورفيقاتها في رسم جداريات إبداعية تبوح بالتراث الفلسطيني وتبعث رسائل تحفيزية تعزز من روح الانتماء، في زمن تعيش جنين اجتياحات احتلالية لا تمنح المدينة هدنة ولو قصرت.

وأوضحت أن "حياة" تسعى إلى ترميم شبك نوافذ الطابق الخامس في المبنى الثالث، تعبيرًا عن حب الطالبات لجامعتهن وإيمانهن بقوة العمل الجماعي، وترسيخ قيم المسؤولية والمشاركة، والفخر والانتماء للمكان.

وتناوبت ربى حمدوني وعشرات الطالبات على غرس الأشجار، وكرست رهف نزال وقتها للرسم، بينما نثرت آلاء مجدي في رسم تعبيري الأمل ووجهته إلى الطلبة لكتابة عبارات حافلة بالحياة والصمود في زمن العدوان.

بينما كانت منسقة ملف الخريجين وشؤون الطلبة في كلية "يبوس"، فاتنة يحيى تضع لمساتها النهائية على بطاقات أبدعتها الطالبات، لِبَثِ أفكار إيجابية في زمن عصيب.

وقالت: إن "حياة" سعت إلى كسر الفجوة بين التعليم النظري والانخراط في العمل التطوعي، الذي يشهد تراجعًا في الإقبال عليه.

وساهمت يحيى في غرس الأشجار وشجعت الطالبات على الانخراط في العمل، وقالت: إن "الجامعة سبق أن نفذت مبادرات عديدة في المدينة كجزء من رسالتها المجتمعية والوطنية".

- مهارات ومبادرات

وأخذ مدير التوجيه السياسي والوطني، بشار جالودي، يعد برفقة طالبات حفرًا لغرس أشجار خروب وغار ونباتات زينة، ويشجع المتدربات على العودة إلى الأرض، واستثمار كل حيز متاح في حديقة الجامعة وبيوتهن.

وأوضح أن المبادرة رأت النور خلال دورة إعداد القادة، التي امتدت عدة أسابيع، وشملت مهارات الأمن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل الفعال، والمبادرات، والتطوع، وكتابة الأخبار، والشائعات، وإعداد السيرة الذاتية، وفن الإلقاء.

ووفق الجالودي، فإن الطالبات ساهمن في إعداد القليل من الروح الغائبة للعمل التطوعي، وساعدن في تحسين البيئة الجامعية، بالرغم من ركام تجريف الاحتلال للطرقات المحيطة بالمكان.

وشجع مدير فرع جنين، سهيل أبو ميالة الطالبات على المضي في مبادرتهن، ورحب بما اشتملت عليه من أفكار خلاقة.

وذكر أبو ميالة أن "حياة" أشعلت شمعة أمل وسط ظلام حالك، وبخاصة أن جنين تذوق الأمرين مع كل اقتحام احتلالي.

- بصمة تطوع

فيما أكد رئيس قسم شؤون الطلبة، فادي الشيخ إبراهيم أن المتدربات خرجن من قاعات المحاضرات، وها هن اليوم يضعن بصمة تطوع، وينقلن لنظرائهن رسائل أمل بالرغم من الطرق المدمرة، التي توصلهن إلى جامعتهن.

وأشار إلى أن الطالبات قسمن أنفسهن على خمس مجموعات، وانتشرن في حرم الجامعة للتعبير عن انتمائهن للمكان والمدينة والوطن.

وأكد عضو مجلس الطلبة، مجدي السعدي بأن "حياة" شهدت أنشطة عديدة، وتميزت بتنفيذها من الطالبات، واستطاعت ببساطتها إيصال رسالة في يوم التطوع العالمي، الذي يصادف في 5 كانون الأول سنويًا.

واللافت في "حياة" مشاركة الأستاذ المتقاعد ومسؤول الكشافة السابق، عاهد شعبان، الذي كان عميد المتطوعين الحاضرين.

وقال شعبان وهو يحفر بفأس ويشجع الطالبات على التنافس في الزراعة: إنه "انخرط في أنشطة تطوعية منذ شبابه، وساهم في تشكيل دائرة الشباب المتطوعين في الهلال الأحمر عام 1994".