نشر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا آيلاند، مقالًا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم أمس  الثلاثاء 2024/10/22، جاء مخالفًا، وربما معاكسًا، لكل ما دعا إليه في مقالاته منذ بداية الحرب على غزة، وخاصة لـ"خطة الجنرالات" التي وضعها، ودعا فيها إلى تجويع الفلسطينيين في شمال قطاع غزة بهدف إرغامهم على النزوح إلى جنوب القطاع، وقتل أي مدني يبقى في هذه المنطقة، ودعا إلى نقل تنفيذ هذه الخطة، لاحقًا، في باقي أنحاء القطاع.

ودعا آيلاند، أمس، إلى وقف الحرب على غزة، وبدا أن ذريعة آيلاند لتغيير موقفه هي ضرورة تحرير الاسرى المحتجزين في غزة، وطالب بتحسين شروط اتفاق تبادل الأسرى الذي لا تزال المفاوضات حوله في حالة جمود.

وكتب: أنه "ربما بالإمكان محاولة تحسين شروط الصفقة، وخاصة بما يتعلق بعدد المخربين (الأسرى في سجون الاحتلال)، الذين يجب تحريرهم مقابل أي مخطوف على قيد الحياة، لكن لا ينبغي الإصرار على تفاهات، وخصوصًا ليس على محور فيلادلفيا".

وعدد آيلاند أربعة أسباب أخرى، عدا الحاجة الماسة لإنقاذ المخطوفين، التي تجعل وقف الحرب "خطوة صحيحة":

أولا، "المستهدفون في جانبنا، قبل 13 شهرًا كان الجمهور الإسرائيلي كله يبكي لأيام على أي جندي قتيل. ويبدو أننا فقدنا هذه المشاعر. وأصبح قلبنا فظًا حيال موت الجنود، أفضل أبناءنا. وتوقفنا كليًا عن التأثر بالمصابين بجروح خطيرة، لكن هؤلاء شبانا يفقدون أطرافهم، أو نظرهم، وتدمر عالمهم".

- ثانيًا، "العبء الجنوني على الجنود، أولئك الذين في الخدمة الإلزامية ولكن بالأساس جنود الاحتياط، الذين الوضع الاقتصادي للكثيرين منهم صعب. وسيبقى العبء على الجنود مرتفع في جميع الأحوال، لكن يفضل تخفيفه بقدر الإمكان".

- ثالثًا، "العبء الاقتصادي، وتكلفة يوم القتال تزيد عن نصف مليار شيكل، وصحيح أن المجهود الأساسي الآن في لبنان، لكن أي شيكل نبذره اليوم سينقصنا جدًا غدًا".

- رابعًا، "يتوق العالم كله إلى إنهاء الحرب في غزة، ويوجد تفهم أكثر في العالم لماذا تحارب إسرائيل في لبنان، وكذلك ضد اعدائنا في الشرق الاوسط مباشرة، لكن لا أحد يفهم ما الذي نريد تحقيقه في غزة".

وأضاف آيلاند: أنه "إذا واصلنا القتال في غزة لنصف سنة أخرى، أو سنة، فإن هذا لن يغير الواقع هناك، وسيحدث أمران فقط: سيموت جميع الاسرى ويقتل المزيد من الجنود. والواقع في القطاع لن يتغير لأنه طالما تدخل إلى هناك إمدادات بكميات كبيرة، وطالما أن الفصائل الفلسطينية توزعها على السكان، وطالما أن الفصائل تزداد ثراء من هذه العملية وبمساعدة الأرباح تجند المزيد من المقاتلين، فسيتبقى لديها دائمًا مئات المخربين الذين سيواصلون القتال، حتى لو لم تكن لديهم هرمية قيادية فعالة".

وتابع: أنه "يجب المطالبة في اتفاق مع الفصائل الفلسطينية بإعادة المخطوفين فقط، لكن مقابل باقي الاعبين، وخاصة الولايات المتحدة ومصر وقطر، يجب الإصرار على أمر آخر: إسرائيل لن تسمح بإعادة إعمار غزة إلا إذا في موازاة ذلك يتم تنفيذ مشروع نزع سلاح غزة، وغزة مدمر بالكامل، والفصائل الفلسطينية لا يمكنها إعادة بناء قوتها إذا يُنفذ هناك مشروع كبير لإعادة الإعمار، وهذا لن نسمح به من دون نظام يهدم بمنهجية ما تبقى من البنية التحتية العسكرية".

وقال: أنه "من الجائز أنه ستكون هناك خيبة أمل لدى سكان غزة لدرجة التمرد على الفصائل الفلسطيينة، لكن هذا لن يحدث طالما أن الحرب مستمرة وطالما أن قوات الجيش الإسرائيلي موجودة في القطاع، وقد يحدث التمرد عندما يدرك السكان أنه بسبب الفصائل الفلسطيينة تم منع إعادة إعمار القطاع".

وأردف: أن "حربًا هدفها إزالة تهديد هي حرب ضرورية وتبرر الأثمان الباهظة المرتبطة بها أيضًا، ولكن ليس هذا هو الوضع في غزة، والتهديد الحقيقي أزيل. ولا يمكن تأجيل إعادة المخطوفين، وإذا تصرفنا بشكل صحيح لن يكون بإمكان الفصائل الفلسطيينة بناء قوتها بعد الآن. ولذلك، ينبغي التطلع إلى إنهاء الحرب في غزة. ولدينا سبع جبهات أخرى، بضمنها حدود الأردن. وحان الوقت كي نحاول إنهاء الحرب في أي مكان يكون فيه الثمن أعلى من الفائدة".

وخلص آيلاند: إلى أنه "للأسف الشديد، الحكومة الإسرائيلية لا تعمل وفقًا لهذا المنطق، وحتى أنها لا تعقد مداولات بهدف اتخاذ قرار بين بديلين: استمرار الحرب في غزة حتى "الانتصار النهائي"، أو الاستعداد لإنهاء الحرب في غزة مقابل إعادة الاسرى".