ما زالت ردود الفعل تتوالى بشأن الخطاب التاريخي للرئيس أبو مازن أمام البرلمان التركي، وفي القلب منه قراره بالتوجه على رأس القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة أو ما يمكن تسميته بالمسيرة الرئاسية نحو غزة، وما زالت مراكز صناعة القرار لدى العديد من الدول المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط تعمل على تحديد موقفها من هذا القرار، إلا أن غالبية القوى الفلسطينية، من فصائل ومجتمع مدني ومنظمات شعبية وقوى اجتماعية، أبدت دعمها المطلق للقرار الرئاسي.
وقد صدرت عشرات البيانات المؤيدة والتي تبدي استعدادها للمشاركة في المسيرة الرئاسية نحو غزة، مضافًا إليها مئات التصريحات الإعلامية الصادرة عن الأمناء العامين وأعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية لغالبية الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى تلك الصادرة عن اتحادات ومكونات المجتمع المدني والمنظمات الشعبية والمكونات المجتمعية المختلفة.
أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على تشكيل لجنة من القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية كافة للعمل على إنجاح قرار الرئيس بالتوجه إلى قطاع غزة، كذلك أكدت الحكومة والمؤسسة الأمنية الفلسطينية على دعمها لخطة التحرك لتطبيق قرار الرئيس أبو مازن الهادف لوقف العدوان على شعبنا وحمايته.
وثمن المجتمع المدني الفلسطيني القرار الرئاسي بالتوجه إلى قطاع غزة، كذلك حال مختلف المنظمات الشعبية الفلسطينية من اتحادات ونقابات مهنية، وبالمثل كانت مواقف اتحادات الجاليات الفلسطينية في أوروبا وغيرها من قارات العالم، وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه العشائر الفلسطينية.
لم تبد حركة "حماس" أي رد فعل أو موقف إيجابي أو سلبي تجاه قرار الرئيس أبو مازن، فمن الواضح أن الحركة فوجئت بالقرار، ما وضعها أمام خيارين فإما أن تدعم القرار وهو ما يعني الموافقة على وحدة أراضي الدولة الفلسطينية تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، أو أن ترفض القرار وهو ما لا تستطيعه حيث أن قرار الرئيس أبو مازن يمثل خطوة تصادمية مع الاحتلال الإسرائيلي وخطوة في اتجاه وقف حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ما ترك الحركة صامتة دون موقف واضح من القرار الرئاسي.
أظهرت نتائج استطلاع للرأي نفذته الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي أن "81%" من الأكاديميين والنخب المثقفة والناشطة أيدوا خطاب الرئيس محمود عباس أمام البرلمان التركي وقراره بالتوجه إلى قطاع غزة مع القيادة السياسية الفلسطينية من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في القطاع.
إن ما صدر من دعم واضح عن كافة المكونات الفلسطينية يؤكد على أهمية ما جاء في قرار الرئيس أبو مازن من جهة، ومن جهة ثانية على أن هذا القرار شكل منذ لحظة الإعلان عنه أساسًا حقيقيًا لوحدة شعبنا الفلسطيني ووحدة واستقلال قراره الوطني عبر قواه المختلفة من فصائل ومكونات مدنية وشعبية ومجتمعية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
ولقد أجمع الكل الفلسطيني بلا تردد، ودون أي صوت نشاز، على أهمية الخطوة الرئاسية، حيث خرجت بيانات فصائل العمل الوطني وتصريحات قادتها، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الشعبية وكافة القطاعات الفلسطينية تقول للرئيس أبو مازن، إنا لا نقول لك كما قالتْ بنو إسرائيل لموسى: "فاذْهبْ أنت وربك فقاتِلا إِنا هاهُنا قاعِدُون"، ولكنا وبصوت واحد نقول: امض ونحن معك.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها