البارحة حضرت ندوة عبر تقنية زووم، بعنوان " واقع الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، ومعاناتهم في سجون الاحتلال"، نظمتها مشكورة أكاديمية دراسات اللاجئين، وكانت مخصصة للاستماع لشهادة الاستاذ المحامي خالد محاجنة، وهو المحامي الأول والوحيد الذي زار أحد المعتقلين في معسكر الاحتلال "سدي تيمان "، والذي حوله الاحتلال لمعتقل "غوانتانامو جديد"، بل أشد قسوة، لحجز الأسرى الفلسطينيين خاصة الذين ينتمون إلى قطاع غزة.
وما أورده الاستاذ خالد محاجنة، في شهادته حول الظروف المأساوية التي يعيشها الأسرى في هذا السجن، من تعذيب ممنهج وصل حتى القتل العمد، وظهور عظام الأسرى من شدة الجوع والتعذيب، ومن اعتداءات غير أخلاقية، حيث يقوم جنود العدو المقنعين، باختيار أحد الأسرى معصوب العينين وإجبار باقي الأسرى بمشاهدة عمليات الاغتصاب، مما أدى إلى حالات وفاة عديدة داخل المعسكر، وكذلك أمراض عضوية ونفسية، وهذا جزء بسيط مما يحدث داخل هذا المعسكر بحق الأسرى الفلسطينيين وغيره من المعسكرات التي افتتحها جيش العدو بعد السابع من أكتوبر.
والمسرحية التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي باعتقال عدد من الجنود بعد نشر فيديو لحالة اغتصاب لأحد الأسرى، ومن ثم احتجاج بعض اليمين المتطرف لهذا الاعتقال، تم الإفراج البارحة عن هؤلاء الجنود بشرط الحجز المنزلي، وكانت هذه المسرحية لمنع اي تحريك لدعوى قضائية ضد دولة الاحتلال وجنودها وضباطها.
وما يرويه عدد من الأسرى المفرج عنهم من هذا المعسكر وغيره، يؤكد أن هناك عملية ممنهجة تتم لإعدام هؤلاء الأسرى، إما بالإعدام الجسدي عبر القتل العمد او عبر إعاقات دائمة، أو إعدامهم معنويًا ونفسياً، كجزء من العملية الممنهجة في الإبادة الجماعية التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة.
لذلك أدعو كافة المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية، ومنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونقابات المحامين والحقوقيين الفلسطينية والعربية والدولية وتجمع المحامين والحقوقيين الذي قدم دعوى بحق دولة الاحتلال في محكمة الجنايات والعدل الدوليتين، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ووزارة العدل الفلسطينية، أن يعملوا وبشكل عاجل لإجبار دولة الاحتلال لتنظيم زيارات لتلك المعسكرات، كذلك إعلاء صوتهم وفضح ما تقوم به دولة الاحتلال بحق هؤلاء الأسرى وغيرهم من الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون للإعدام البطيء من قبل الاحتلال، ورفع قضايا بحق إسرائيل وجنودها وضباطها لدى كافة المحاكم الدولية والوطنية، وكذلك دعوى لكافة وسائل الإعلام لمواصلة إثارة قضية الأسرى الفلسطينيين في كل وقت ومكان، وأن تكون قضية الأسرى في مقدمة القضايا التي يتم إثارتها دوماً على وسائل الإعلام.
وعلى دول العالم والإقليم والمؤسسات الدولية التي تدعو وتعمل ليل نهار لإطلاق سراح عدد قليل جدًا من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، رغم أنهم لا يتعرضون لأي شكل من أشكال العنف، والخطورة الوحيدة عليهم تأتي من عدوان الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة، وأن تعمل أيضًا هذه الدول والمؤسسات على طرح موضوع الأسرى الفلسطينيين الذين يتم إعدامهم بشكل بطيء.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها