بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}. صدق الله العظيم

ببالغ الحزن والأسى، تنعى قيادة حركة "فتح" في لبنان إلى جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وإلى أمتنا العربية وجميع أحرار العالم الشهيدة المناضلة الأخت نبيلة راشد النمر "أم اللطف"، عضو المجلس الاستشاري لحركة "فتح"، وزوجة القائد المؤسس الأخ فاروق القدومي "أبو اللطف"، والتي وافتها المنية صباح اليوم الأربعاء الموافق ٢٦-٦-٢٠٢٤، في العاصمة الأردنية عمان.

  ترحل عنّا اليوم مناضلة من الرعيل الأول، كرّست حياتها ومسيرتها النضالية في سبيل الحق والقضية الفلسطينية، إذ اضطلعت بدور مؤسس في بدايات انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأسهمت في تأسيس لجنة المرأة في حركة "فتح" بالتزامن مع تأسيس الحركة عام 1965، وكانت ذات تأثير كبير في الحركة النسائية الفلسطينية، مجسّدةً مثالاً يُحتذى في الصدق والتواضع والتضحية والعمل الوطني.

وعلى مدار مسيرتها النضالية وحتى موافاتها المنية واصلت الشهيدة المناضلة نبيلة النمر "أم اللطف" عطاءها النضالي المخلص، وتدرّجت في صفوف الحركة، إذ كانت من أوائل المؤسسين لتنظيم الحركة الطلابية في حركة "فتح" في جمهورية مصر العربية، وكانت مسؤولة سابقة للمكتب الحركي المركزي للمرأة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني، وشغلت عضوية المجلس الثوري سابقًا، وهي عضو في المجلس الاستشاري لحركة "فتح".

 

هذا وكانت الفقيدة عضوًا في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي عقد في مدينة القدس عام 1965، وانتُخبت عضو الأمانة العامة للاتحاد في المؤتمر الأول وترأست دائرة العلاقات الخارجية.

وقد تبوأت مناصب قيادية هامة على الصعيد الوطني والعربي والدولي، منها: عضو المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤولة المكتب المركزي لمقاطعة إسرائيل في جامعة الدول العربية. كما شغلت عضوية الاتحاد النسائي العربي وساهمت في تحرير مجلة الاتحاد.

وتعد المناضلة نبيلة النمر ⁠من أوائل النساء الفلسطينيات المشاركات في الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (اندع). ولها العديد من المشاركات الإقليمية والدولية دفاعًا عن الحق الفلسطيني وانتصارًا لقضيتنا العادلة.

 

إن المناضلة "أم اللطف" وإن كانت تغادرنا اليوم جسدًا، فإنَّ مسيرتها النضالية ستبقى حيّة أبدًا في قلوبنا وعقولنا ونبراسًا تهتدي به الأجيال على درب التضحية والكفاح.

وأمام هذا المصاب الجلل نتقدّم باسم حركة "فتح" في لبنان بأصدق مشاعر التعزية والمواساة إلى الأخ القائد فاروق القدومي وأسرة المناضلة وآل القدومي الكرام، سائلين المولى العلي القدير أن يتغمَّدها بواسع رحمته ويُسكنها فسيح جناته ويُلهم أهلها ومحبيها عظيم الصبر والسلوان.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر