لم تعد حرب إسرائيل على فلسطين بأسرها غير حرب مسعورة، بكل ما في هذه الكلمة من معنى، ولم تعد مواقف دول القرار في هذا العالم، غير مواقف هلامية، تتعامى عن  سعار الحرب  بكلمات خطبها الاستعراضية، والواقع لم يعد بوسعنا أن نصدق أن الإدراة الأميركية تحديدًا غير قادرة حقا على لجم سعار هذه الحرب وقادتها، كلامها مازال في واد، والواقع في واد أخر..!! 


بلغ السيل الزبى، نعني  سيل دمنا  هذا الذي بات  يسفح جهارًا، والذي يطيح في هذه اللحظة بكل ما يقال من تهويمات سياسية، وتعميمات استعراضية، وانتهازية، وسيطيح إذا ما تعاظم بكل مقومات الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
في سماء بلادنا تجول وتصول مختلف أنواع الطائرات الحربية الإسرائيلية، مسيرات، وزنانات، تقصف، وتراقب، وتلاحق، وعلى الأرض جنود يبتهجون بالقتل والخراب والتدمير، ومستوطنون مسلحون، خريجو محافل العنصرية والتطرف، يحرقون البيوت، ويقتلعون الأشجار، ويحطمون السيارات، ويطلقون الرصاص على ناسنا العزل دون حسيب أو رقيب...!!  


العالم بأسره بات يرى أن الوضع في الضفة الفلسطينية المحتلة، ليس بأفضل من الوضع في غزة، المُسيّرات تقصف هنا، والطائرات الحربية تقصف هناك، في كل يوم لنا شهداء بأعداد تتزايد، ولنا جرحى ومعتقلون، وبيوت ومساكن، وبنايات لم يعد يعرِّفها سوى الركام..!! 
العالم يرى، والمواقف ما زالت على حالها، ثرثرات سياسية عن اليوم التالي، فيما مجلس الحرب الإسرائيلي لا يرى يومًا تاليًا للحرب، وهو يؤكد إصراره على مواصلتها باحثا عن نصر حاسم ما عاد أحد يراه ممكنا...!! 
التفجرات الكبرى في هذه المنطقة، باتت قاب قوسين أو أدنى، ومن لا يريد للحرب أن تتسع، عليه أن يفرض إرادته بالقوة، قوة القرار الملزم، والإجماع الدولي المحكم.


شعبنا لن يركع، ولن يخضع أبدا لمنطق الحرب، ولن ينجر إلى سبلها، وعلى العالم بأسره، أن يعرف - لا إسرائيل وحدها - أنّنا لن نكون –أبدا- لقمة سائغة للعدوان، وسيجد دروبه نحو ما يريد من حياة الأمن والاستقرار والسلام، وموقفه لن يحيد عن ثوابته المبدئية، وأهدافه العادلة، وتطلعاته المشروعة، وقراره كان ومازال وسيبقى، إما فلسطين دولة حرة مستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، وإما النار جيلاً بعد جيل.