في السابع من كانون الثاني، في يوم الوفاء لفلسطين يوم الذين نهضوا من رماد النكبة إلى الثورة، وعبّدوا طريق العودة إلى الوطن بدمائهم الزكية الطاهرة، يوم "شهيد فلسطين"، الذي أقرّته منظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، هو يوم ارتقاء الفدائي أحمد موسى سلامة شهيداً خلال مشاركته مع إخوانه الفدائيين، في أولى عمليات الثورة الفلسطينية "بتفجير نفق عيلبون".
نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" في بيروت، مسيرة جماهيرية حاشدة، دعماً ووفاءً لشعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، إنطلقت من أمام الملعب البلدي، في الطريق الجديدة في العاصمة اللبنانية بيروت باتجاه مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا، ظهر اليوم السابع من كانون الثاني 2024.
شارك في المسيرة إلى جانب سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، إمام مسجد الإمام علي (كرّم الله وجهه) فضيلة الشيخ الدكتور حسن مرعب، أعضاء قيادة الساحة، وأمين سر واعضاء قيادة اقليم حركة فتح في لبنان، قيادة حركة فتح في بيروت ومخيماتها، وأُمناء سر المناطق التنظيمية في مخيمات لبنان، ممثلو قادة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحزب الله، مسؤول أسر الشهداء في لبنان، ومشاركة واسعة ومميزة من الاطر الكشفية والطلابية والمرأة والفنانين والممرضين وكافة المكاتب الحركية، والإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وافواج الإطفاء الفلسطينية في المخيمات، وثلة من العلماء ورجال الدين وأئمة المساجد. والاتحادات العمالية والنقابية واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية الفلسطينية، والمؤسسات والجمعيات والهيئات والروابط اللبنانية والفلسطينية، وحشد جماهيري كبير.
وفي مثوى الشهداء، وأمام النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية، ألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية أمين سرها في لبنان فتحي ابو العردات، إعتبر فيها أن ذكرى إحياء يوم الشهيد الفلسطيني من كل عام، له رمزية كبيرة في بيروت، إذ يتم إحياء هذا اليوم من قلب العاصمة بيروت الوفية للقضية الفلسطينية وعلى مقربة من مكتب الرئيس الشهيد ياسر عرفات، الذي أحب بيروت وأهلها، وامتزج فيها الدم الفلسطيني بالدم اللبناني.
ورأى أبو العردات أن مسيرة اليوم، تحمل أربعة عناوين، هي دعم أهالي قطاع غزة الصامدين في وجه جرائم الإحتلال الصهيوني وحرب الإبادة التي يشنّها على الشعب الفلسطيني، داعياً إلى وقف العدوان على القطاع وفك الحصار وإدخال كل المستلزمات الحياتية والطبية، مطالباً بإعلاء الصوت في وجه المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة والضفة الغربية والقدس، ومشدّداً على ضرورة تقديم المجرمين الصهاينة إلى العدالة الدولية.
ووجّه أبو العردات التحية إلى دولة جنوب أفريقيا التي قدّمت شكوى بحق كيان الإحتلال ودعت إلى محاكمة قادته، آملاً أن تنحو باقي المؤسسات والجمعيات الدولية نفس المنحى، حتى ترتاح النفس ويأخذ كل ذي حقٍ حقه، موجّهاً الدعوة إلى جميع الفصائل الفلسطينية إلى التوحّد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، خاتماً بتوجيه التحية إلى المدافعين عن القضية الفلسطينية العادلة وإلى الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
وألقى كلمة فلسطين السفير أشرف دبور، نقل خلالها تحيات سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى الحشد الجماهيري المشارِك في يوم الشهيد الفلسطيني، مؤكّداً على الإستمرار على النهج الذي وضعه الرئيس الشهيد ياسر عرفات حتى تحرير الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
واعتبر دبور أن يوم السابع من كانون الثاني، هو يوم الوفاء لفلسطين يوم الذين نهضوا من رماد النكبة إلى الثورة وعبّدوا طريق النصر والعودة إلى الوطن بدمائهم الزكية، مشدّداً أن يوم الشهيد الفلسطينيي يوم ارتقاء الشهيد الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة.
ورأى دبور، أن إحياء ذكرى شهيد فلسطين يتزامن اليوم مع الملاحم البطولية التي يسطّرها الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، بالرغم من آلة الدمار الصهيونية التي تستهدف الشجر والحجر والأطفال والنساء في سلسلة من المجازر المدّبرة، لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وصموده، مؤكداً أن الإرادة الفلسطينية غير قابلة للصبر، فهذا الشعب مشهودٌ له بصبره وتضحياته.
وأكد دبور أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في مواجهة الترسانة الصهيونية فاجأ العالم بصبره وثباته وتمسّكه بأرض أجداده، واكّد على ضرورة انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذا الوقت العصيب، بإعتبارها الطريق الوحيد للخلاص من الإحتلال وإلى النصر. خاتماً بتوجيه التحية إلى الشهداء الذين سقطوا على درب فلسطين.
وكانت كلمة للشيخ حسن مرعب، بدأها بتوجيه التحية من بيروت إلى فلسطين خاصّاً بالتحية للقدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكّداً أن الشعب اللبناني سيبقى إلى جانب فلسطين وقضيتها، لأن فلسطين هي قضية كل شريف بالعالم.
ورأى مرعب أن الشعب اللبناني سيبقى حاملاً لهذه القضية وسيتحمّل الغالي والنفيس في سبيلها، حتى لو وصل الأمر إلى سقوط مئات الآلاف من الشهداء، لأن فلسطين هي قضية الإنسان والبشر، فالشهداء الذين يسقطون اليوم، يسقطون على درب فلسطين وستستمر تضحياتهم حتى تحرير كامل الأراضي من الاحتلال الصهيوني، مؤكّداً أن شوكة العدو الصهيوني ستُكسر في النهاية، خاتماً بتوجيه الدعاء لفلسطين وشعبها وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار.
وعقب إلقاء الكلمات، وضع الحضور أكاليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية، وتم إيقاد شعلة الشهداء وفاءً لتضحياتهم، وتخليداً لذكراهم العطرة، معاهدين الشهداء الإستمرار بالثورة حتى النصر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها