ابتسام عويص (37 عاماً)، تعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد، بدأت مشروعها بالصُدفة عام 2016، حين طلبت مُدرسة طفلتها في المرحلة الابتدائية نشاط فَصلي، فاستغلت هوايتها في المشغولات اليدوية وصناعة "لوحة جيوب" تضم بطاقات تفاعلية.
حازت إعجاب المُدرسة التي طلبت منها صِناعة لوحات تفاعلية وتعليمية أخرى بمُقابل مادي، "قامت بصناعة العديد من اللوحات للمدرسة، ولوحات أخرى لعرضها على المدارس والمراكِز التعليمية، ومن ثم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لاقت رواجًا، خاصة وأنها تُباع بثمن يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة".
وبدأت عويص بتطوير أدواتها، ولوحاتها والتي تدور بمُجملها في فلك الأنشطة التفاعلية، حيث انطلقت لصناعة المجسمات المُتعلقة بالاستراتيجيات الخاصة بالتعلم التفاعلي عن طريق اللعِب، وترتكز على اللوحات المصنوعة من الفوم، والجلاتين الحَراري، وتتزين بأشكال الطيور والحيوانات، والأرقام، والحروف، ومُختلف الأشكال الطفولية، التي تُساعد على إيصال المعلومات للطلبة بطريقة سلسة.
وتبدأ عويص بتطبيق النماذِج واللوحات، بعد إتمام المرحلة الأولى، والمتعلقة بقص وتحديد ماهية اللوحة، وشكلها، وتصميمها، مع مراعاة التنسيق بين الألوان المُتناغمة مع الفكرة الأساسية، ومن ثم طباعة الأشكال الخارجية، وكسوها بالجلاتين الحراري، وصولًا إلى مرحلة التزيين النهائي، والتي تُساهم بجذب أنظار الأطفال، وتزيد من تفاعلهم.
ويضم المشروع كذلك مجموعة من اللوحات التحفيزية، والتربوية الخاصة بالأطفال، والتي يتم تزيين الفصول الدراسية بها، مثل عبارات "أرفع يدي عندما أريد الكلام"، و"أجِلس بهدوء داخل الفصل"، و"الإنصات الجيد للمعلمة"، و"أحترِم آراء الآخرين"، و"أرتِب أغراضي عند انتهاء الحصة"، و"أحافِظ على نظافة الفصل".
وكغيرها من المشاريع الريادية داخل قطاع غزة، تواجه عويص العديد من المُعيقات في عملها، وفي مقدمتها فقدان العديد من المواد الخام الأساسية، وغلاء بعض الأصناف، وأبرزها الشريط المغناطيسي، علاوة على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والذي لا يُمكن الاستعاضة عنه بالبدائل، إذ تتطلب الأجهزة الحرارية الخاصة بالتصنيع قوة كهربائية كبيرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها