شارك مسرح "نعم" من الخليل في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي، في دورته الثالثة عشرة، على مسرح قصر الثقافة الأنفوشي في عرضه المميز "بيدرو والنقيب "، والذي حاز على عدة جوائز، كأفضل عرض مسرحي متكامل بالمهرجان للمركز الأول، كما وفاز العرض بأفضل ديكور، بالإضافة إلى جوائز الممثلين كدور أول رجال للمركز الأول ذهب مناصفة بين الفنان محمد الطيطي، والفنان رائد الشيوخي.

هذا وفاز العرض ايضًا بجائزة أفضل إخراج، للمخرج والفنان إيهاب زاهدة، وحصل على جائزة المركز الأول لأفضل ديكور، وجائزة المركز الثاني لأفضل إضاءة.
 

عن مهرجان الإسكندرية المسرحي

تأسس مهرجان الإسكندرية المسرحي عام 2008 تحت رعاية وزارة الثقافة، على يد الرئيس الشرفي للمهرجان دكتور جمال ياقوت، بهدف تقديم أعمال فنية قريبة من الواقع وتتحاور مع فنانيه، بالإضافة لتشجيع الشباب على الأفعال الثقافية الجادة التي تعني بتبادل الثقافات والاختلاط بين الشعوب عربيًا ودوليًا.

انطلق المهرجان يوم 22 سبتمبر واستمر حتى 28 من الشهر نفسه، وتعتبر هذه فترة طويلة مقارنة بالمهرجانات الدولية الأخرى التي تقام في نفس التوقيت وفي أيام أقل، وهذا جعل لدى الجمهور فرصة جيدة لاختيار المفضل لديهم من برنامج العروض، فضلًا عن أنها فترة إجازات، ولذلك أصبح المهرجان متنفسًا لعدد كبير من الجمهور الذي استهدفته إدارة المهرجان برئاسة الفنان إبراهيم الفرن. وفعلا كان عدد الحضور فيه دائما مميز حيث لا يوجد مساحة والمقاعد دائماً ممتلئة.

وشارك في المهرجان 14 عرض مسرحي من 11 دولة، تم اختيار 3 عروض مصرية لتمثيل جمهورية مصر العربية بالمهرجان هذا العام، بالإضافة لعدة عروض من مختلف الدول العربية والأوربية بواسطة لجنة مشاهدة من أصحاب الخبرات الفنية الكبيرة وقد اختارت اللجنة العروض التي ستشارك في المهرجان من (فلسطين-مصر - إسبانيا - سلطنة عمان - المغرب - العراق - تونس - إيطاليا - الأردن - الكويت - الإمارات العربية المتحدة)، بقيادة الفنان والمخرج إبراهيم الفرن رئيس المهرجان، والفنان إسلام وسوف مدير المهرجان. وتقام فعاليات مهرجان الإسكندرية المسرحي على كبرى مسارح الإسكندرية وهي: «مكتبة الإسكندرية - مركز الجيزويت الثقافي - مسرح ليسيه الحرية - مركز الإبداع - مسرح قصر ثقافة الأنفوشي».
 

تجربتهم في المهرجان

وقد علق الفنان رائد الشيوخي عن تجربتهم في المهرجان قائلاً: "لقد كانت فعلاً تجربة أكثر من رائعة، قبل كل شيء نحب أن نشارك في مهرجانات عربية وعالمية ونمثل فلسطين، ليرى العالم صورة الفن المسرحي الراقي بعيداً عن الاستجداء والشكوى والبكاء" ويكمل "هناك فن مسرحي فلسطيني حقيقي، حاضر قادر على المنافسة عالميًا ودوليًا، ودائمًا الجمهور يكون في إنتظار العرض الفلسطيني الذي يعبر عن الوضع والقضايا التي تعكس واقع المجتمع الفلسطيني من دون بكائية، حيث نحترم الجمهور ونحاول أن نغير صورة الفلسطيني المعذب "

اما عن تجربتهم في المهرجان فقد عبر الشيوخي قائلاً : "كانت هذه تجربتنا الثالثة في هذا المهرجان، حيث كانت تجربتنا الأولى  سنة 2019 بمسرحية "ثلاثة في واحد"، تمثيلي أنا وزميلي محمد الطيطي وإيهاب زاهدة، وإخراج أيهاب زاهدة، وأيضاً حصلنا على جوائز عدة منها أفضل ممثل وأفضل عمل مسرحي وعمل متكامل، ما يقارب السبع جوائز بين نص وإخراج وديكور. التجربة الثانية سنة 2022 تجربة زميلي الفنان محمد الطيطي في مسرحية المونودراما "شرشوح" وفاز فيها كأفضل ممثل في المهرجان، أما التجربة الثالثة وها نحن نحصد جوائزها كأفضل عمل واضاءة وإخراج، بالإضافة إلى الجائزة الأولى في التمثيل مناصفة بيني وبين زميلي الفنان الطيطي ".
 

الجمهور والضيوف 

تم تكريم الفنانين الفلسطينيين في حفل ختامي مميز حضره أكثر من ألف شخص، وبحضور فنانين مصريين معروفين، بداية من النجم أحمد رزق الذي حملت الدورة اسمه، وكذلك النجم حمدي الميرغني الذي قدم تكريم "رزق" في حفل الافتتاح، بجانب تكريم الفنان القدير محمد رضوان، والنجمة سما إبراهيم.

وألقى المؤلف والكاتب فهد ردة الحارثي، عضو لجنة التحكيم، توصيات لجنة التحكيم والذي قام بالإشادة بالعروض المقدمة، وقدم عدة توصيات للبلاد المقدمة للعروض وكذلك وجه الشكر للجمهور مع ذكر أن د. ريتشارد عضو اللجنة، تمنى أن يكون هناك جائزة خاصة بالجمهور.

وعن الحضور والجمهور علق الفنان رائد الشيوخي قائلاً : "كانت الأجواء رائعة، هناك خبرة في أدارة المهرجان، و أماكن العروض المميزة التي تم اختيارها، التقينا بفرق مسرحية من 11 دولة عربية وأوروبية، كانت الأجواء جدا مهمة لنا كمسرحيين، أن نحضر مسرح بهذه الكمية، والعلاقات الجميلة التي خلقناها بيننا وبين الفرق الأخرى التي التقينا فيها والكل أشاد بالعرض ومدح فيه كثيراً  ودعونا إلى مهرجان في بلادهم"

 وعن رأيه في المسرحية علق قائلاً " جداً تجربة مهمة من ناحية القضية التي طرحتها المسرحية والتي تعكس صورة المعتقل الفلسطيني، الذي يرفض أن يعترف ويستغني عن حياته، لذلك حضورنا الفلسطيني جداً مهم،  لعكس معاناة القضية بصورة حضارية و مختلفة".  وأضاف" الاهتمام بالفن المسرحي في سائر الدول وخاصة الدول العربية التي فعلاً وجدنا أن وزارة الثقافة في شتى الدول العربية تهتم في الفنان وتدعمه بسخاء من كل النواحي المادية لإنتاج اعمال مسرحية بنسب مختلفة، بعكس الوضع في فلسطين حيث أننا تكفلنا وعلى حسابنا الخاص والشخصي بحضور المهرجان، بعكس باقي الفرق التي كانت مدعومة من وزارة الثقافة في بلدهم ".
 

أزمة الفنان المسرحي الفلسطيني

كما وقال  الفنان الشيوخي حول دور وزارة الثقافة  قائلاً : " لا يوجد اهتمام في فلسطين من قبل وزارة الثقافة للمسرح الفلسطيني يقابل النهضة الثقافية المسرحية في الوطن العربي والدعم الواضح للاعمال الفنية والمسرحية، عكس الواقع الذي نعيشه في فلسطين، وهذا يؤكد إننا ما زلنا نحارب من أجل بناء ثقافة مسرحية تؤمن فيها وزارت الدولة قبل المجتمع نفسه، حيث نشعر كفنانين في فلسطين بالتفرقة، فلا يوجد بيننا وحدة ثقافية أو وزارة ثقافة  تدعمنا وتجمعنا تحت سقفً واحد من أجل الاستمرارية  ".

وقال مخرج العرض الفنان إيهاب زاهدة حيث قال: مسرحية «بيدرو والنقيب»: هي شيء من قبيل الإجابة عن التساؤل لماذا؟، بواسطة أي عملية يمكن لكائن طبيعي أن يتحوّل إلى جلاد وهذه المسرحية ليست مواجهة بين وحش وقديس، وإنما رجلان، كائنان من لحم ودم، كل واحد منهما يتمتع بنقاط ضعف ونقاط مقاومة المسافة الفاصلة بين الأول والثاني، هي أوّلاً وقبل كل شيء أيديولوجية، وهناك ربما يكمن المفتاح لفوارق أخرى تشمل الأخلاق والنفس والحساسية أمام الألم الإنساني والمسار المعقد الذي يتوسط الشجاعة والجبن والقدرة على التضحية، قليلة كانت أم كثيرة، والهوة بين الخيانة والوفاء.

تم عمل العرض المسرحي "بيدرو والنقيب" عن قصة للكاتب الأرغواني " ماريو بينيديتي" من تمثيل الفنان رائد الشيوخي وزميله الفنان محمد الطيطي،  تنفيذ تقني همام عمرو،  إدارة إنتاج محمد عيسى، و إخراج الفنان إيهاب زاهدة.

وقد حصلوا على جوائز مختلفة ومميزة تم إهدائها من قبل طاقم العمل المميز دائما في حضوره العربي والعالمي، إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني أينما وجد .  وقد انتج مسرح نعم من قبل سنة 2015 مسرحية "خيل تايهة " والذي فاز بجائزة الشيخ السلطان القاسمي ، لأفضل عمل مسرحي عربي، وما زال مسرح نعم المتواجد في مدينة الخليل يسعى للمحافظة على استمراريته وبقائه رغم كل الصعوبات وقلة الدعم المادي للمكان، الا انه استطاع انتاج أعمال مميزة والمنافسة فيها بشكل عربي دولي وعالمي.