ريم سويسي
تقف أم محمد بانتظار دورها في طابور من المواطنين المصطفين أمام صاحب ماكينة خياطة في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، وفي أيديهم أحذية قديمة وحقائب مهترئة جاءوا ليعيدوا "صيانتها" ليستقبلوا العام الدراسي الجديد، والذي يأتي على وقع ظروف اقتصادية خانقة، حيث معدلات غير مسبوقة من الفقر والبطالة.
تقول أم محمد: قد دفعت ثلاثة شواقل لصاحب الماكينة بعدما أخاط لها حذاء مدرسيا، "المدارس على الأبواب وزوجي عاطل عن العمل، وأنا هنا لأنني لا أستطيع شراء ملابس وأحذية جديدة لأولادي للمدارس".
وتضيف: "لا خيار سوى أن يستخدموا ملابس وأحذية وحقائب العام الماضي، خاصة وأن لدي أربعة من الطلاب، والوضع صعب جداً فنحن نعيش من يد الناس".
وتختم "ناهيك عن القرطاسية التي لا أعلم كيف سأوفرها لهم. أضطر أحياناً إلى بيع شيء من المعونات الغذائية التي نتلقاها كي ألبي أقل القليل من احتياجاتهم".
أما المواطن مراد شوقي (43 عاماً) فقال: "أنا رب أسرة معدمة، أبيع الشاي والقهوة على أحد مفترقات الشوارع".
وتابع: "ابنتي وابني يتشاركان حقيبة مدرسية واحدة، يستخدمها أحدهما صباحاً والآخر مساءً، وهي حقيبة قديمة بالية".
ويضيف: "كل عام أقوم بخياطة هذه الحقيبة التي لا أستطيع توفير غيرها لهم، فعملي بالكاد يكفي لإطعام عائلتي".
ويختم: "حتى مريول بنتي، أقوم بخياطته إذا لزم الأمر. هذا هو الحال لدى الأسر الفقيرة مثلنا، ولا يشعر أحد بمعاناتنا، ناهيك عن أن أولادي يذهبون إلى المدرسة مشياً على الأقدام ولمسافات طويلة، والشتاء على الأبواب".
وتعاني سوق غزة من كساد فيما يتعلق بموسم التجهيز للمدارس. وفي استطلاع لآراء عدد من أصحاب المحال التي تبيع الأدوات المدرسية من حقائب وأحذية وملابس، فإنهم أجمعوا على أن "الموسم ضعيف جداً نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في غزة".
يقول محمد العوض أحد أصحاب هذه المحال "الحركة ضعيفة والبيع ليس كما المأمول، وكل عام يزداد الأمر سوءاً، ونحن نعاني جراء هذا الأمر، وخسائرنا أضحت بشكل متزايد".
ويضيف: "يأتي الزبون فيسمع الأسعار، فيذهب إلى محلات الأشياء المستعملة لشراء ما يلزم أولاده للمدرسة".
يقول صاحب أحد مصانع الحقائب والشنط الذي فضل عدم ذكر اسمه، "الإقبال على شراء الحقائب المدرسية ضعيف هذا الموسم، نتيجة وضع البلد الاقتصادي، كما أن الزبون يمتعض بشدة من الأسعار التي نحرص على أن تكون في متناول الجميع".
ويضيف: "يضطر المواطن لشراء حقيبة أرخص، وبجودة دون المستوى، أو شراء حقيبة مستعملة، أو خياطة حقيبة قديمة".
ويقول نائب رئيس اتحاد الصناعات الجلدية فتحي عوض: "كان لدينا 43 مصنعا للحقائب المدرسية، بقي منها 3 إلى 4 مصانع بسبب ظروف غزة، ونتيجة الاستيراد غير المضبوط".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها