الخبر: للقناة 14 العبرية: يقول إن إسرائيل قررت تجميد نشاطها الامني في منطقة جنين، وأن المستوى السياسي الإسرائيلي أصدر أمرًا للجيش الإسرائيلي والشاباك وحرس الحدود بتجميد النشاط الأمني الاستباقي في منطقة جنين، معللة ذلك بإعطاء فرصة للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية للتعامل مع المنطقة المشبعة بالمسلحين وإعادة القبضة التي فقدتها في الميدان.
التعليق: أولاً السلطة هي سلطة الشعب الفلسطيني منه انبثقت لتحافظ على أمنه وأمانه واستقراره ولن تكون أداة ضد شعبها أو روابط قرى تحركها قوات الاحتلال، ولن تكون أجهزتها الأمنية حراس حدود لإسرائيل، فمعظم ضباطها كان لهم شرف قتال جيش الإحتلال في جنوب لبنان من مارون الراس مرورًا بقلعة الشقيف والدامور ومثلث خلدة والمطار الى الحصار والصمود الأسطوري في بيروت.
لن أتطرق بالتعليق لمحاوله المستوى السياسي الإسرائيلي الذي يعمل على بث الفتنة والتفرقة بين الشعب وسلطته وبين المقاومين والأجهزة الأمنية من خلال مثل هذه الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تتناقلها القنوات العبرية وللأسف تتناقلها القنوات والمواقع الفلسطينية والعربية بقصد أو من غير قصد.
فقد شاهدت مقطع فيديو لجولة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور د. محمد اشتية في أحد مستشفيات مدينة جنين وهو يتفقد جرحى ومصابي العدوان الإسرائيلي الأخير على مدينة جنين ومخيمها، وقد اتضح لي ولغيري أن معظم هؤلاء الجرحى هم أما من منتسي الأجهزة الأمنية أو أبناء لضباط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية وهذا ما يضحد ما ذكرته القناة 14 العبرية وما تناقلته القنوات والمواقع الفلسطينية والعربية.
وكذلك زيارة رأس الهرم بالقيادة الفلسطينية سيادة الرئيس أبو مازن لمدينة جنين ومخيمها والحشد الهائل والكبير الذي استقبل به ليس من ابناء فتح وكتائب شهداء الأقصى فقط بل من قبل كافة أبناء محافظة جنين ومخيمها وقراها وأجنحتها العسكرية، وجاءت لتؤكد للقاصي والداني للفلسطينيين قبل الإسرائيليين أن هذه القيادة بكافة مؤسساتها ووزاراتها تقف خلف شعبها ومقاومته المشروعة، ولتقول لحكومة الإحتلال التي يقودها اليمين المتطرف والمثليين، أن المعادلة أصبحت اليوم (معادلة الشعب والسلطة والمقاومة) وأنه لا سلام ولا أمن للصهاينة ما دام شعبنا يذبح، وأرضنا تصادر، ودورنا تدمر، وشبابنا يقتل.
فلتسمح لي قناة 14 العبرية التي نشرت هذا الخبر الذي صاغه ضباط الموساد والشاباك الإسرائيلي، ولتسمح لي كافة القنوات والمواقع فلسطينية كانت أم عربية خاصة التي تساوقت مع الإعلام العبري في نشر هذا الخبر، أن السبب الحقيقي لوقف نشاط الجيش والشاباك في محافظة جنين ومخيمها ليس كما تتدعي حكومة نتنياهو / بن غفير المتطرفة وقناة 14 العبرية في ما نشرته، ولكن السبب الحقيقي لقرار المستوى السياسي الإسرائيلي بهذا الشأن هو شراسة وصلابة المقاتلين ووقفهم صفًا واحدًا من كل الأجنحة العسكرية يدعمهم أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالرجال والسلاح والعتاد وحتى التموين وخلفهم حاضنة شعبية اصيلة، وكذلك من الأسباب الحقيقة لهذا الانكفاء عن جنين ومخيمها الخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بقوات الاحتلال ووحداته الخاصة في معركة مخيم جنين الأسطورية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها