تتواصل حالة الاستقطاب الحزبي والتوتر الإسرائيلي الداخلي على خلفية الانقلاب القضائي، ليصل إلى حد التهديد بالقتل، والتصفية الجسدية، والاغتيال، وصولا إلى دعوة نائب رئيس الكنيست، عضو حزب الليكود نسيم فاتوري، الذي اعتبر أن دعوة رئيس الوزراء السابق إيهود باراك للإسرائيليين إعلانا للعصيان المدني، زاعما أنه يستحق عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا على الأقل، متمنياً أن يجد وقتًا لتقديم شكوى ضده.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلت عن فاتوري أن "دعوة باراك خلال مظاهرة بمدينة حيفا لزيادة الاحتجاجات، والانتقال إلى مستوى من الاضطرابات المدنية، تستحق في دول أخرى أن يتم سحبه بسببها إلى المشنقة، لكن في إسرائيل فإنه يستحق عشرين عامًا يقضيها في السجن على الأقل. ولذلك فإن شخصا مثل هذا (باراك) مكانه خلف القضبان، وآمل أن أجد وقتًا لتقديم شكوى ضده، لأنه عار ما يحدث لهؤلاء الناس عندما يتقدمون في السن، قاصدا باراك الذي بلغ الحادية والثمانين من عمره".

وأضافت أن "باراك أعلن خلال مشاركته في تظاهرة بحيفا أن ما يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من انقلاب قضائي، إن نجح في بولندا والمجر، فإنه لن ينجح هنا، لأننا سنقاتل، ولسنا خائفين من أحد، ولذلك يجب أن يكون الهدف من الاحتجاج واضحًا، أنه لا تنازلات مع من حاولوا سحق الديمقراطية، وفشلوا هذه المرة، ويعملون على النجاح في ظل الدعاية الكاذبة والستائر الدخانية، لأن الأعلام السوداء تخيم على تشريعات تدميرية بدأت، ويجب العمل على وقفها، وإبعاد من يروج لها".

وأوضح باراك أنه "لتحقيق هذه الغاية، يجب تجاوز الاحتجاج، والانتقال إلى أعمال الشغب المدنية، والعصيان المدني السلمي، هذا هو النص الذي كتبه بالفعل المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ وغيرهم الكثيرون، ولذلك فإنني أدعو الإسرائيليين إلى الاستعداد للتحرك، وعندما تأتي الدعوة إلى هذا العصيان، فيجب الاستجابة لها".

في سياق متصل، هاجم متظاهر يميني في البلدة القديمة بالقدس المحتلة عضو الكنيست عوفر كاسيف، مخاطبا إياه بالقول: "أنت تستحق الموت". وشتمه، وصفعه، صارخا في وجهه: "قُتل صديقي هنا في هجوم فلسطيني"، وما كان من كاسيف إلا أن تمنى له مصيراً مماثلاً، ورفض الاعتذار عن هذا الكلام، بعد الضجة التي تسبب فيها حديثه بين الإسرائيليين".

عيناف حلافي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت ذكر أن كاسيف خاطب المتظاهر اليميني قائلا: "قريبًا ستقتل في مكانك، وتلحق بصاحبك"، فيما رد عليه المتظاهر بالقول "أنت ظالم لإسرائيل، تستحق أن تموت، أنت عار، أنت قادم للبلدة القديمة، وتدنّس المقدس هنا، أيها المجنون"، ما دفع كاسيف للإعلان أنه تعرض "للتهديد والاضطهاد"، رافضا الاعتذار عن ما قاله، واكتفى بإيضاح أنه قدم شكوى للشرطة ضد أفرادها الذين اعتدوا عليه خلال مظاهرة ضد ترحيل عائلة فلسطينية إلى القدس المحتلة".

مع اشتداد التنافس الحزبي والاستقطاب الداخلي بين الإسرائيليين، ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة حالة غير مسبوقة من تبادل الاتهامات والشتائم المهينة، ما يشير إلى تحلّل قادتهم من أي اعتبارات أخلاقية، من خلال التهديد بالقتل والتصفية الجسدية.

سبقهم في ذلك أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي وصف نتنياهو بأنه "حثالة الجنس البشري، ليست لديه خطوط حمر"، ما دفع حزب الليكود للردّ عليه بأنه قد يحضر لقتله بتكليف أحد عصابات الجريمة، بوصفه المحرّض الأول على العنف الداخلي، وسبق له أن اقترح إلقاء اليهود الحريديم في مكبّ النفايات، واتهامه بتكليف أحد أفراد العصابات لقتله مقابل مائة ألف دولار.