إنه يوم تاريخيّ مشهود سطّرت فيه جماهير شعبنا الفلسطيني أروع صفحات العزّ والكرامة وعمق الإنتماء الوطني.
في اليوم الثلاثين من شهر أذار لعام 1976 انتفاضة أهلنا في الجليل والمثلث والنقب وكافة مناطق الأراضي المحتلة رداً على قرار إرهابي يقضي بمصادرة الاحتلال الإسرائيلي ل 21 ألف دونم من القرى والمدن الفلسطينية، لقد جسّدت المواجهات اليوميٍة اسمى معاني الفداء والتضحية دفاعا عن الأرض ورفضًا لمشاريع تهجيرهم منها.
الحدث التاريخيّ كان بمثابة نقلة نوعيّة في الصراع على الأرض مع الكيان الصهيوني العنصريّ الغاصب لفلسطين وموقفًا ثوريًّا تجلّت فيه الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الممارسات التعسفية والإجراميّة واجراءات التطهير العرقي والتهجير القسري التي تقترفها سلطات الاحتلال الاسرائيلي وتنفيذ مشاريع تهويد الأراضي الفلسطينية.
أهالي مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين المحتلة، التي يخوض أهلها بثبات وعزيمة صلبة معارك يومية شجاعة يشارك فيها معظم مكونات المجتمع الفلسطيني بهدف المحافظة على الحقوق الفلسطينية يقدمون التضحيات الجسام في سبيل أرضهم وعاصمة دولتهم العتيدة والدفاع عن المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة في الأحياء القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وفي حي الشيخ جراح، وأحياء بلدة سلوان....الخ والتي تستهدفها مشاريع الإستيطان، في محاولة للقضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية. وآخر أدواتهم الإرهابية تشكيل ما رُوّج له بـ"الحرس الوطني" واعتبره المراقبين لتطور الأحداث بمثابة تشريع قانوني لما تقترفه عصابات المستوطنين من أعمال فظيعة (قتل وحرق وإرهاب وسرقة للأراضي وتنكيل) بشعبنا الفلسطيني في قراهم ومدنهم ومخيماتهم في الوطن.
إن هذه الممارسات التعسّفية والإجراميّة التي تقوم بها حكومة اليمين المتطرفة وعلى رأسها ما عرف إتفاق نتياهو – بن غفير وهي من أكثر الحكومات الاسرائيلية عنصريّة وتطرفًا وإرهابًا ومصادرة للأرض وهدم للبيوت لصالح مشروعها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية لن تكون بعيدة عن ملاحقة الجنائيّة الدوليّة.
هذه الإجراءات لن تزيد شعبنا سوى قوة بأس وصلابة في المواجهات المستمرة ولن يكتب لها النجاح، وستسقط حكومتهم العنصريّة كما سقطت الحكومات السابقة.
يحييّ شعبنا في الوطن والشتات كل عام هذه المناسبة الوطنيّة، للتعبير عن تمسكه بأرضه وهويته الوطنية، وتأكيدًا على وحدة المواجهة مع سلطات الاحتلال بكافة الوسائل المتاحة في الداخل والشتات متسلح بإرادة التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية التاريخيّة، وفي حق تقرير مصيره وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ذكرى الشهداء والجرحى ستبقى خالدة وحيّة في ضمير الفدائيين ومنارة للأجيال القادمة. وتبقى إرادة الوحدة الوطنية المتمسكة بالأرض نموذجًا يؤكد مدى تعلق الفلسطينيين بأرضهم التاريخيّة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها