في الذكرى السابعة والثمانين لميلاد أمير الشهداء خليل الوزير-أبو جهاد- صعد إلى منصة التذكر الحميم، في قاعة المنتدى، بمتحف ياسرعرفات، نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، وفاض بحديث الذاكرة عن أبي جهاد، حتى جاء لنا به حكاية أيقونة تشع بأنبل القيم الفروسية والإنسانية، رأيناه في حديث العالول مبتسما وهو يردد جملته الشهيرة "بسيطة يا أخ" وفي هذا الحديث بوقائعه السليلة، رأينا رؤية العين، والقلب، والضمير، كم نحن أكثر تطورًا، وتحضراً إنسانيًا من عدونا المحتل الإسرائيلي، وإليكم الدليل الذي جاء به خليل الوزير وسجله حصريا لفلسطين وفرسانها في حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح، روى العالول أن فدائيًا من مجموعته أصيب بمرض السرطان الخبيث فطلب منه وقد يئس من العلاج أن يحمّله حزامًا ناسفًا ليفجر نفسه في عملية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي فحمل العالول الأمر لأبي جهاد الذي ما إن سمع هذا الطلب العدمي، حتى نهر العالول بكلمات غاضبة وأمره بمتابعة علاج هذا الفدائي، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً وهو يشدد على مسمع العالول "نحن يا أخ نقاتل قتال الفرسان" والفرسان بالقطع يقاتلون ضد الموت ولأجل الحياة .

وروى العالول أيضًا أن أحد الجنود الإسرائيليين الثمانية ـ الذين تم أسرهم بدايات عام 82، أصيب بمرض عصبي عنيف، كان يدفعه للصراخ دائما، حتى أن رفاقه من الجنود الأسرى، كانوا يضربونه بشدة، ليصمت، فحمل العالول وضع هذا الجندي الأسير لأبي جهاد ليرى ما الذي عليه أن يفعل تجاه هذا الأمر لمعالجته حتى إتمام عملية تبادل الأسرى، يقول محمود العالول هنا إن الأخ أبا جهاد أمره بأن يسلمه إلى الصليب الأحمر الدولي ليعود إلى أهله، وبدون أية طلبات تخص عملية التبادل، وهنا في هذه الحكاية نرى الفرق بيننا، وبين عدونا المحتل الإسرائيلي الذي  ما زال يرفض الإفراج عن الأسير ناصر أبو حميد، وهو يقاسي الأمرين على فراش مرضه الشديد، أطلقنا سراح أسيرهم المريض دونما أية شروط، فأطبقوا على  أسيرنا المريض بقضبان سجنهم ..!! إنه الفرق بين الفرسان، والطغاة ، بين الإنسانية المتحضرة، والعنصرية المتوحشة، وباختصار بين الثرى والثريا .

نحن ثريا الأخلاق الفروسية، وسيرتها، وحجتنا الدامغة أمير الشهداء خليل الوزير بما قال، وفعل، وقرر، وبما ما زلنا نقول، ونفعل، ونقرر: نضالنا الوطني أبدا من أجل الحياة أن تزدهر، بالمحبة، والتسامح، والعدل، والكرامة، والسلام بدولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، وقد اندحر الاحتلال، وزال إلى أبد الآبدين .

 

المصدر: الحياة الجديدة