لقد أثبت متقاعدو حركة "فتح" أنهم كانوا أهلاً لمسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم، وأنهم كانوا من أفضل المناضلين في مجال مهماتهم العسكرية والأمنية والتنظيمية والإجتماعية، فلولا تضحياتهم وتفانيهم وتضافر جهودهم والتزامهم بقرارات الحركة وقيادتها التاريخية، لما أنجزت حركة "فتح" هذا الإرث النضالي التاريخي.
لقد أثرى متقاعدو حركة "فتح" بجهدهم النضالي والمثابرة حتى وصلوا إلى سن الحكمة والخبرة بعد سنوات طوال من البذل والعطاء والتضحية في سبيل العودة واسترداد الوطن السليب، لذا استحقوا التكريم والتقاعد.
برعاية سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، وحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، كرّمت الهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الفلسطينيين في لبنان كوكبة من المتقاعدين على الساحة اللبنانية، في سفارة دولة فلسطين- قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، قبيل ظهر اليوم الخميس 2022/10/6.
حضر حفل التكريم إلى جانب السفير دبور، أمين سر الساحة فتحي أبو العردات وأعضاء قيادة الساحة، وعضوا المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل وجمال قشمر، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وأمين سر الهيئة في لبنان اللواء معين كعوش وأعضائها، وقادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية والأمن الوطني في لبنان ومخيمات بيروت، وأمناء سر الهيئة وأعضائها في المناطق، وعدد من أعضاء إقليم حركة "فتح" في لبنان، وأمناء سر وأعضاء المناطق التنظيمية، والمحتفى بهم من المتقاعدين.
بدأ الحفل بالوقوف مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. وكانت كلمة لهيئة المتقاعدين في لبنان ألقاها فضل حمدوني، بدأها بتوجيه التحية إلى الرعيل الأول الذين شاركوا عظماء الثورة الفلسطينية أمثال الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات في الإنطلاقة، وارتحلوا من منطقة إلى منطقة في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، خاصة وأنهم ثبّتوا بدمهم أحقية القضية الفلسطينية.
وأكّد حمدوني في كلمته على أن نضالات الشعب الفلسطيني ستثمر في النهاية قيام دولة فلسطين عاجلاً أم آجلاً، وسيعود اللاجئون إلى أرض الوطن فلسطين. وطالب حمدوني أن يكون للمتقاعدين وزارة تهتم بشؤونهم وترعى مصالحهم، لأن حلمهم كان قيام دولة فلسطينية، وهذا ما تحقّق بفضل نضالاتهم. معتبراً أن تكريم المتقاعدين هو تكريم لأطول ثورة في تاريخ العالم.
وخلال الحفل قدّم اللواء عبد المولى للسفير دبور "الموسوعة العسكرية"، موسوعة موثّقة عن كل ما صدر عن مركز الأبحاث الفلسطينية من تدريبات للشعوب المناضلة كالثورة الفلسطينية، ومجسّمات للأسلحة التي تم التدريب عليها من الدول الأخرى.
وألقى كلمة فلسطين الأخ السفير الفلسطيني أشرف دبور، متوجهاً في بدايتها بالتحية إلى المتقاعدين، واصفاً إيّاهم بالمجاهدين الذين كرّسوا حياتهم في سبيل خدمة القضية الفلسطينية، مشدّداً على أنه في عقليته لا يؤمن بكلمة التقاعد لأن الجميع ثوار حتى النصر.
ورأى دبور أن الإحتياط هم الأساس في الثورة الفلسطينية حتى تحرير آخر شبر من الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن كلمة متقاعدين هي توصيف إداري لا ينتقص من القيمة الكبيرة للمناضلين الذين أفنوا حياتهم في خدمة القضية.
وتوجّه دبور في كلمته إلى الأخوة المتقاعدين بوصفهم الأساس ممّن وضعوا دماءهم على أكفهم في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، واصفاً أياهم بالاحتياط الاستراتيجي، متمنياً على الجميع عدم استعمال كلمة متقاعد، لأن الجميع في خندق العمل والنضال من أجل تحرير فلسطين.
ورأى دبور أن هذه المناسبة من أهم المناسبات التي يحضرها، لأنه تُشعِر الجميع أنهم أوفياء للمناضلين الذين قدّموا كل شيء في سبيل تحرير فلسطين، مؤكداً أنه لشرف له المشاركة في مثل هذه المناسبة لما تمثّله من أهمية.
وكانت كلمة لأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وجّه في بدايتها التحية إلى سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور لرعايته هذا الحفل وإلى كافة قيادات وأعضاء الحركة في لبنان.
وثمّن أبو العردات الدور لمثل هذا التكريم للقادة الذين بذلوا حياتهم في خدمة القضية الفلسطينية خاصة وأن التكريم يأت لهم وهم مازالوا أحياءاً، معتبراً أن الدرع التكريمي الذي يحمل رمز الكوفية نسبة لكوفية الرئيس الشهيد ياسر عرفات هو أنبل وسام من الممكن أن يحصل عليه المرء، لأنها رمز من رموز النضال.
ورأى أبو العردات أن الايجابية في الحفل تكمن في جمع 40 مناضل ومناضلة لتكريمهم، بعدما كانت تحصل بمبادرات فردية، مثمّناً على عمل الهيئة التي تقوم بواجباتها على أكمل وجه. وشدّد أبو العردات على أن تقاعد المناضلين من الخدمة العسكرية لا يعني بأي شكل من الأشكال إنتهاء دورهم، لأنهم يبقوا الحجر الأساس في أي مستجَد قد يطرأ على الساحة الفلسطينية، شاكراً لهم جميع التضحيات التي قاموا بها.
وتطرّق أبو العردات في كلمته إلى خطاب السيد الرئيس محمود عباس أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة، مهدياً حفل التكريم له، بعدما أثبت مرة جديدة بصلابة الرواية الفلسطينية من أعلى منبر وطني، مؤكّداً أن الخطاب شكّل مدماكاً أساسياً للقضية الفلسطينية، مطالبًا جميع الفصائل بالتوحُّد خلف السيد الرئيس محمود عباس.
وفي نهاية الحفل تم تقديم شهادات تقدير ودروع والشال الفلسطيني للمتقاعدين، كما تم تكريم اللواء عبد المولى رحيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها