حياة الطالب الفلسطيني، شابًا، وشابة، ليست كأي حياة لأي طالب في هذا العالم. إنه يدرس، ويسعى للنجاح والتفوق، وهو يسير بين ألغام الاحتلال الإسرائيلي اليومية، ونعني رصاصة القاتل، وحواجزه العسكرية المقيتة، واقتحاماته العنيفة، واعتقالاته العشوائية، وكم من بيت فلسطيني سهر فيه أبناؤه الطلبة يدرسون وهم ما زالوا يكفكفون دموعهم على أخ لهم، ودّعوه قبل قليل شهيدًا جراء رصاص جنود الاحتلال الذين انفلت عقالهم العنصري لغياب مساءلات الضمير العالمي...!!
الإصرار على النجاح والتفوق، ليس في هذا الحقل فحسب، وإنما في مختلف فصول الحياة، رغم الواقع العنيف الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي، إنما هو الإصرار الذي يعبر بوضوح ويقين، عن حقيقة الطبيعة الفلسطينية المجبولة على التحدي، والمناهضة لليأس والتخاذل، وعلى نحو أكيد هي طبيعة الحياة بحد ذاتها الطبيعة التي تجد دائما طريقها للتفتح، والتنور، والتقدم، ونحو إقرار غاياتها الإنسانية البناءة.
بجماليات القصيدة ومجازاتها أنشد شاعرنا الكبير محمود درويش "صهيل الخيول على السفح، إما الصعود وإما الصعود" وهذه هي الطبيعة الفلسطينية، لا تقبل خيارًا غير الصعود. الصعود إلى الحرية، والصعود إلى الاستقلال، وبالنجاح والتفوق دائمًا، النجاح الذي يظهر في المحصلة عجز الرصاصة، وعبث الاحتلال.
أجل هكذا نرى نجاح طلابنا، إناثًا وذكورًا في امتحانات التوجيهي، نجاح يؤكد الطبيعة الفلسطينية، ويشدد على خيارها الاستراتيجي إما الصعود وإما الصعود، والاحتلال الإسرائيلي بعبثه العنيف، إلى الهاوية، إن لم يكن اليوم فغدًا.
ألف مبروك للناجحات والناجحين ولكل الساعين في دروب النجاح وألف مبروك لفلسطين بنجاح أبنائها، ولنا أن نبتهج بالتهاني الطيبات وقد أزهر النجاح جيلاً نثق تمامًا أنه لن يحث الخطى بغير دروب التقدم والحرية والاستقلال.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها