تقرير: وعد الكار

بفرحة كبيرة استقبلت الأسيرة المحررة أمل طقاطقة من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم عيد الفطر السعيد، والذي يمر عليها لأول من منذ سبع سنوات وهي حرة خارج معتقلات الاحتلال.

تقول أمل إن فرحة العيد بين الأهل والأحباب لا تضاهيها فرحة ولا تساويها بهجة، مضيفةً أن أجواء العيد بين الأهل مفعمة بالحياة والسرور، وأن هناك رونقا خاصا لصوت التكبيرات في المساجد.

وتشير إلى أن الأسيرات داخل معتقلات الاحتلال يفتعلن الأجواء السارة رغم تضييقات الاحتلال عليهن، حيث أن التحضير لـ "معمول العيد" يتطلب إجراءات كثيرة وكتب رسمية لمخاطبة إدارة معتقلات الاحتلال بالسماح لهن بتوفير السميد قبل أشهر من يوم العيد، وفي حال الموافقة على الطلب يتم شراء السميد والذي يكون ذو جودة متدنية من "الكنتين" بأسعار عالية.

وتضيف أن قبل العيد بعشرة أيام تقريبًا، تشكّل الأسيرات لجنة تنظيمية، وكل أسيرة تدفع مبلغ معين حتى يتم تجميع النقود وتقسيمها على مستلزمات العيد من مواد خاصة بصناعة "المعمول" والقهوة والسكاكر والزينة.

وتشير أن كل واحدة من اللجنة التي يبلغ عددها أربع أسيرات يقسمن المهام على الجميع، وتتمحور المهام حول إعداد القهوة وتجهيزها وترتيب الطاولات وتزيين المكان وتنظيف القسم وغيرها. أما عملية خبز "المعمول" فتحتاج ليومين كاملين.

"لا خيار آخر أمامنا، إما أن نصنع الفرح بكل ما أوتينا من قوة، أو أن نستسلم للقهر والحزن وهذا ما يريده الاحتلال، ومن المستحيل أن نجعل الاحتلال ينال مراده، كما أن الانشغال بالتجهيزات يجعلنا لا نفكر كثيرًا ببعدنا عن الأهل واشتياقنا لهم" تتابع أمل.

وتروي أمل: صبيحة يوم العيد في المعتقلات، تبدأ "الفورة" قبل بساعة على غير العادة بحدود الخامسة صباحًا، وبعد العدد الذي تقوم به مجندات الاحتلال لتفقد الأسيرات، تسلم الأسيرة التي وُكل إليها إعداد خطبة العيد نسخة عنها لإدارة المعتقل، ويقوم السجانون بمقارنة الخطبة المكتوبة لديهم مع الخطبة التي يتم إلقاؤها، ويشترط فيها بأن لا تتضمن شيئا عن فلسطين أو النضال ضد الاحتلال، ثم تتبادل الأسيرات التهاني بالعيد وينشدن الأناشيد الدينية ويكبرن التكبيرات حتى الساعة السابعة والنصف صباحا، ثم تعود كل الأسيرات إلى غرفهن وينتظرن الفورة الثانية التي تكون في حدود الساعة الثانية ظهرا وتستمر حتى الرابعة عصرا.