بمناسبة مرور ثلاثة أيام على رحيل الشهيد المناضل سهيل عبد الرحمن كروم، نظّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حفلاً تأبينيًا اليوم السبت الموافق ٣٠-٤-٢٠٢٢ في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيم البداوي.
وقد غصت القاعة بالجماهير الوفية للشهيد، تقدمها أمينُ سرِّ حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الشمال مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال بسام الأشقر، وأعضاء قيادة المنطقة وأمناء سرّ وأعضاء الشعب التنظيمية وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال، وممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية، إضافةً إلى كوكبةٍ من الفعاليات والشخصيات الدينية والوطنية والاجتماعية، وحشود غفيرة من أبناء مخيمات الشمال وقرى ومدن الجوار.
استَهلَّ الأخ أحمد الأعرج الحفل بنسمات من حياة الشهيد، ومن ثم الاستماع لآيات من الذكر الحكيم لفضيلة الشيخ أبو عثمان.
ثم كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الأخ أبو حرب، تحدَّث فيها عن مزايا الشَّهيد سهيل ومناقبيّته،
وقال: "بالأمس فقدنا أخًا مناضلاً وشبلاً مصرًا على أن يكون كما الجد هو الأخ المساعد "سهيل عبدالرحمن كروم" الذي ينحدر من عائلة فلسطينية مناضلة، ورث الإبن نضال الوالد والجد، وجاء الحفيد كي يكمل المسيرة، فعائلة "كروم" قدمت الشهداء منذ انطلاقة الثورة، وكان سهيل وإخوانه ممن يعشقون الشهادة".
وتابع: "كان شهيدنا مؤمنا بأن فلسطين كل فلسطين لنا، ومن أجل تحريرها انتسب سهيل إلى مدرسة الشهداء "مدرسة الياسر"، وإلى الرجال الذين تعاهدوا أن يكونوا حراس الوطن، وحماة أمن المخيمات، فكان في بيروت وصيدا وشارك في معارك الدفاع عن الثورة والمخيمات، حيث تقدم الصفوف يرجو الشهادة دفاعًا عن أبناء شعبه، وظلّ مؤمنا في ذلك حتى الرمق، وكان من الملتزمين بالتعليمات الحركية".
وأضاف: "في يومه الأخير، كان سهيل في الموقع المتقدم لحماية أمن المخيم على الحاجز الشمالي ضابطا من ضباط الأمن الوطني وحركة "فتح"، كان عينا ساهرة على أمن المخيم، وذراعا تحمي المخيم".
وأردف: "تعب سهيل، وأراد أصدقاؤه أن يأخذوه إلى المشفى، فأبى وعندما اشتد عليه التعب جاء إلى الحضن الذي رباه يافعا إلى والده وكأنه يودعه، جاء إليه يشكو ألمه فمسح والده على جبينه، وأراد أن يأخذه إلى المشفى فأبى، وقال يا والدي سأستريح، فذهب إلى بيته واتصل برفاق دربه ليطمئن على وضع الحاجز وأمن المخيم… وفي الساعة الواحدة ليلاً تعب سهيل، فمسك بيد ابنته وقصد المشفى، وكانت اللحظات الأخيرة التي مشى فيها سهيل في شوارع المخيم وكأنه يودع المخيم للقاء ربه".
وعرّج أبو حرب على الذكريات التي تركها الراحل، وهي أمانة معلقة في رقابنا (تحرير كامل فلسطين، وأن نعود برفاته إلى قريته فراضية في الجليل الأعلى قضاء صفد.
وأضاف: "ترك فينا إرثًا فتحاويًا نراه كل ساعة فوق أرض فلسطين، زلزال يهدر ونار تكوي جباه الصهاينة الغاصبين لأرضنا، كان آخرها صباح اليوم عملية اريال التي نفذها أبطال كتائب شهداء الأقصى الذين إن قالوا فعلوا، وكان تنفيذ الوعد، ذلك الرعد الحازم في تل الربيع، حيث منع السير والحركة في عاصمة الكيان وتل ربيعنا لساعات طويلة بفعل أبطال آمن بهم سهيل وترك الأمانة في أعناقهم".
وختم: "إخوتي آل كروم نعزي أنفسنا في حركة "فتح"، وننقل لكم تعازي سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، وتعازي قيادة الساحة اللبنانية ممثلة بالأخ فتحي أبو العردات وتعازي إقليم لبنان ممثلة بالأخ أبو هشام وتعازينا في منطقة الشمال، نعزيكم فردًا فردًا ونعزي من خلالكم أهلنا في مخيم البداوي وعموم آل فراضية وأحباء وأنسباء آل كروم جميعا".
كلمة آل الشَّهيد تقدموا فيها باسم آل كروم بجزيل الشكر والعرفان إلى حركة "فتح" وإلى كل من واساهم وقدم واجب العزاء والمواساة بمصابهم الجلل.
وبدوره قدّم فضيلة الشيخ أسامة كروم موعظة دينية من وحي المناسبة.
وفي الختام تقبّلت قيادة حركة "فتح" وآل الشهيد ومحبيه وأقاربه التعازي من المعزين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها