جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد، عُمالَنا المكافحين على امتداد الوطن والشتات

 

 تُحْيي شعوب العالم وأحراره أجمع في الفاتح من أيّار من كلّ عام "يوم العمّال العالمي" يومًا يُكرّس عرفانًا بمشروعية وأحقية نضال شريحة أساسية في مجتمعنا خطّت ملحمةً من التضحية والمثابرة والإصرار انطلقت مع ثورة العمال عام ١٨٨٦ من أجل انتزاع حقوقها الإنسانية والاجتماعية وقهر الجور والظلم الممارس ضدها من قبل أنظمة الاستبداد وسعيًا لتحسين ظروف وواقع العمل. 

 

وفي هذه المناسبة التي تحمل في طياتها أسمى معاني ودلالات التضحية والصمود التي جسّدتها هذه الفئة الكادحة في كفاحها الاجتماعي، وإذ نتوجه بالتهنئة إلى الطبقة العاملة في كل العالم، فلا بد لما من وقفة فخر واعتزاز نحني فيها الهامات أمام نضال عمالنا الفلسطينيين، هذه الشريحة المجتمعية الواسعة التي تحمل على عاتقها استمرارية دورة حياة مجتمعنا بأكمله، والتي خاضت وما تزال تخوض النضال على مختلف الجبهات الوطنية والسياسية والنقابية والاجتماعية، والتي حملت هم القضية الفلسطينية ودافعت عنها وعن حقوق شعبنا عبر دورها النقابي والمجتمعي منذ عشرينيات القرن الماضي، والتي بذلت التضحيات الجسام على مر كفاحنا الوطني الفلسطيني التاريخي في الوطن وفي الشتات مقدّمةً آلاف الشهداء والأسرى والجرحى.

 

ولكن فيما يحتفي العالم بالأول من أيار مناسبةً مثّلت إنصافًا لنضال الطبقة الكادحة وإنهاءً لمرحلةٍ من الجور والقهر الممارس عليها، فإنّ شعبنا الفلسطيني الذي ما انفك يخوض هذا النضال بنفس العزيمة والإصرار، لانتزاع تلك الحقوق وحقوقه الوطنية والقانونية المشروعة يُحيي هذا اليوم في وقتٍ تتصاعد فيه وتيرة الإجراءات الصهيونية العدوانية الإرهابية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا بفئاته كافةً ممُعنًا في ارتكاب أبشع جرائم التصفية والإعدامات الميدانية بحقه وانتهاك حقوقه وكرامته الإنسانية، ومصادرة أراضيه والسيطرة على موارده وعرقلة تحركات أبناء شعبنا وعمالنا، وتطبيق العقوبات الجماعية التي تنتهك حقوقهم وتمنعهم من الوصول لفرص العمل في الأرض الفلسطينية المحتلة، فيما يعاني عمالنا في الشتات بدورهم وبخاصة في مخيمات لبنان الأمرَّين جراء تبعات اللجوء وعدم توفر فرص العمل وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلد المضيف علاوة على حرمانهم من حقوقهم الإنسانية والاجتماعية. 

 

وأمام هذا الواقع فإنّنا ندعو المجتمع الدولي ومنظمة العمل الدولية ونقابات العمال العالمية وكل المؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية إلى نُصرة قضية شعبنا ودعم نضال عمالنا من أجل حقوقهم وحريتهم واستقلالهم وكرامتهم الإنسانية، واتخاذ موقف حازم باتجاه محاسبة الاحتلال على جرائمه وانتهاكاته ضدهم، داعين الدولة اللبنانية كذلك لدعم صمود شعبنا وعمالنا الذين يرفضون التوطين والوطن البديل عبر منحهم الحقوق المدنية والإنسانية، وعلى رأسها حق العمل.  

 

كما نطالب وكالة "الأونروا" بالوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية والإغاثية تجاه شعبنا وتعزيز إنفاذ برامج التشغيل والمساعدات للعمال الفلسطينيين في كل أقاليم عملها بما يرقى لحاجة شعبنا.

 

 

أبناء شعبنا الفلسطيني المناضل.. عُمّالنا الأحرار.. 

إنَّ يومكم هو محطةٌ نضاليةٌ نقفُ جميعًا أمامها لتوجيه تحية فخر واعتزاز إليكم، إلى جميع عمالنا في القطاعات كافةً، الصابرين المرابطين الثابتين على أرضهم وفي مختلف أماكن اللجوء والشتات الفلسطيني، إلى السواعد السمراء المعطاءة التي استطاعت رغم القهر والعذاب أن تسهم في بناء ورفعة الوطن وما كلّت تواصل بناء أركان المجتمع وأسس الدولة، إلى الدماء التي سالت لتروي أرض فلسطين وتُعبّد الطريق أمامنا حتى نستكمل درب النضال، وإلى التضحيات التي نستلهم منها معاني الإيثار والوفاء للثوابت الوطنية. 

 

ونحن نُسجّل اعتزازنا بعمالنا وكفاحهم فإننا نوجه التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني كافّةً الذين يخوضون أروع ملاحم البطولة والفداء يوميًا في وجه العدو الصهيوني ملتفين حول ممثلنا الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، وحول قيادتنا الشرعية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عبّاس، وهي تخوض باقتدار أخطر وأدق المراحل في صراعنا مع العدو الصهيوني الغاصب، مشددين على أهمية تضافر جهود الكل الوطني في هذه المناسبة الجامعة، وتوحيد قوانا لتحقيق وحدتنا الوطنية كمدخل أساسي لتصعيد مقاومتنا ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب. 

 

إنّنا في إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان نؤكّد في هذه المناسبة المفعَمة بمضامينها النضالية أننا سنبقى الأوفياء لعُمالنا والمدافعين عن حقوقهم وصون كرامتهم في إطار كفاح حركتنا ووفائنا لأهدفنا ومشروعنا الوطني والمتمثل في التحرير والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وعدوانه على أهلنا وشعبنا، والعهد بأن نواصل مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني حتى تحقيق تطلعات شعبنا الفلسطيني وكلنا يقين أن شعبنا المناضل بكل فئاته وفي القلب منها بُناة الوطن والمشروع الوطني الذين صمدوا في وجه الحصار الظالم، وفي وجه آلة البطش الصهيونية، والذين شكلوا وما زالوا يشكلون السد المنيع في وجه كل محاولات الابتزاز في لقمة العيش والكرامة، لهم قادرون رغم كل الصعاب والآلام والمؤامرات المتواصلة على قضيتهم الوطنية خارجيًا وداخليًا على إنجاز حقوقهم وطموحاتهم، حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. 

 

عاش الأول من أيّار

 عاش نضال عمالنا الأحرار

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار 

الحرية لأسرانا البواسل

الشفاء لجرحانا الميامين 

وإنّها لثورةٌ حتى النّصر والعودة

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان