قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني: إن "تدهورًا خطيرًا طرأ على الوضع الصحي للأسير السابق إسماعيل يوسف طقاطقة "40 عامًا"، من بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، الذي أُفرج عنه في 29 آب/ أغسطس 2024 من مستشفى "هداسا"، بعد أن أمضى خمسة أشهر، وتبين بعد أسبوع من الإفراج عنه أنه مصاب بسرطان الدم".
وأضافت الهيئة والنادي، في بيان، أن "الاحتلال ارتكب جريمة طبية بحقه، كما مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون لجرائم طبية ممنهجة أدت إلى استشهاد أسرى منذ بدء الحرب، نتيجة حرمانهم من الحد الأدنى من العلاج، فضلاً عن ظروف الاحتجاز القاسية والمأساوية، والاعتداءات المتكررة، وجرائم التعذيب والإذلال التي شكلت أسبابًا مركزية في تصاعد أعداد الأسرى المرضى في السجون بعد الحرب، وإصابة العديد منهم بأمراض مزمنة".
وبينت الهيئة والنادي، أن الاحتلال استكمل جريمته بحق طقاطقة عبر عدم السماح له بالانتقال إلى أحد المستشفيات داخل أراضي عام "48" لذرائع أمنية، واليوم هناك محاولات من أجل نقله إلى الأردن، لحاجته الماسة إلى زراعة نخاع.
وأوضحت المؤسستان أن طقاطقة لم يكن يعاني قبل اعتقاله في شهر آذار/ مارس الماضي أي مشكلات صحية، وفي آخر مدة من اعتقاله في سجن "عوفر"، بدأ وضعه الصحي يتدهور بشكل مفاجئ، وبعد أن تفاقم ووصل إلى مرحلة صعبة جرى نقله إلى مستشفى "هداسا"، وأُفرج عنه لاحقًا بشروط، ونُقل إلى مستشفى جامعة النجاح حيث يمكث فيه حتى اليوم منذ أن أُفرج عنه.
ولفتت الهيئة والنادي، إلى أن أغلبية الأسرى والمعتقلين الذين أفرج الاحتلال عنهم يعانون مشكلات صحية، ما استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم، ومنهم من تبين لاحقًا أنه يعاني مشكلة صحية مزمنة لم يكن يعانيها قبل الاعتقال، وذلك استنادًا إلى الفحوص الطبية التي خضعوا لها بعد الإفراج، فضلاً عن الأعراض الصحية العامة التي اشتكوا منها بعد الإفراج، وذلك استنادًا إلى شهاداتهم.
وأكدا أن مرور فترة زمنية أطول على الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال، مع استمرار الإجراءات الانتقامية المستمرة بعد الحرب، سيؤديان إلى تفاقم الظروف الصحية للأسرى، والتسبب في أمراض حتى للمعتقلين والأسرى الأصحاء، خاصة أن العديد من الأسرى الذين لم يعانوا مشكلات صحية سابقًا يعانون اليوم مشكلات صحية واضحة، الأمر الذي فرض صعوبة على المؤسسات المختصة في حصر أعداد الأسرى المرضى، خاصة مع تصاعد أعداد الأسرى وحجم الاعتداءات بحقهم، واعتقال العشرات من الجرحى، إلى جانب الكارثة الصحية التي خيمت على أقسام الأسرى في عدد من السجون جرّاء انتشار مرض الجرب أو ما يعرف "بالسكايبوس".
يُذكر أن إحدى أبرز الحالات التي شكلت شاهدًا على الجرائم الطبية بحق الأسرى، قضية الشهيد والأسير السابق فاروق الخطيب الذي أُفرج عنه في شهر كانون الأول عام 2023، واستُشهد بعد مرور خمسة أشهر على الإفراج عنه، بعد أن تبينت إصابته بالسرطان في مرحلة متقدمة من المرض.
وجددت مؤسسات الأسرى دعوتها لعائلات الأسرى المفرج عنهم، أن تكون أول خطوة يقومون بها فور الإفراج عن أبنائهم نقلهم إلى أقرب مستشفى وعمل الفحوصات اللازمة لهم، وأخذ تقرير طبي أولي عن حالتهم الصحية والاحتفاظ بالتقرير للأهمية، في ضوء المعطيات الصحية الخطيرة التي تتابعها المؤسسات عن الأوضاع الصحية للأسرى والمفرج عنهم.
كما جددت الهيئة والنادي مطالبتهما المتكررة للمنظومة الحقوقية الدولية بضرورة استعادة دورها، ووقف حالة العجز أمام استمرار حرب الإبادة التي أحد وجوهها الجرائم التي تنفذ بحق الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها