ما بين عمليات اغتيال القادة الفلسطينيين في بيروت، وما بين اغتيال المقاومين في فلسطين، ومع استمرار الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين شعبًا وشجرًا وحجرًا، تجد عمالقة الفتح في قوات العاصفة، ومن مخيم صبرا في لبنان تنطلق عروس حيفا الشهيدة دلال المغربي لتعلن دولتها في الساحل الفلسطيني شمالي تل أبيب بتاريخ ١١ آذار ١٩٧٨ بعملية "دير ياسين" البطولية وتجعل كل إسرائيل تقف على رجل واحدة، إلى فرسان الليل في كتائب شهداء الأقصى بمخيم جنين في فلسطين الذي انطلق منه رعد فلسطين وعريس جنين الشهيد رعد حازم ليعلن ببندقيته وطلقاتها المعدودات حظر التجوال ومنع الخروج من المنازل في مدينة تل أبيب بعملية "ديزنغوف" بتاريخ ٧ نيسان ٢٠٢٢ التي أرعبت إسرائيل كلها.
وكما حدث قبل أربع وأربعين عامًا حين استنفرت كل أجهزة إسرائيل وزجت بالآلاف من وحدات جيشها الخاصة ومدرعاتها وطائراتها المروحية لتوقف تقدم دلال ورفاقها على أبواب تل أبيب، فقد نشرت إسرائيل أكثر من ألف جندي من القوات الخاصة والشرطة والشاباك وحرس الحدود ووحدات المهام الخاصة (اليمام) و(سييرت متكال) في تل أبيب، للبحث عن الفدائي الفلسطيني "رعد حازم" لتمنعه من فرض حظر التجول على مدينة أخرى من مدن الكيان، حيث وقف هذا الجيش وقواته الخاصة عاجزًا أمام "رعد وبندقيته" ولم يستطيع الوصول إليه إلا بعد تسع ساعات من تنفيذه لعملية (ديزنغوف) وانسحابه إلى مدينة يافا ليصلى الصلاة الأخيرة في أحد مساجدها قبل أن يعود ويشتبك مع قوات الاحتلال ويرتقي شهيدًا تسبح روحه فوق مخيم جنين.
قبل ٤٤ عامًا كتبت دلال المغربي بدماءها الطاهرة "فتح مرت من هنا" ليعود رعد حازم بعد ٤٤ عامًا ليخط بدمائه الزكية "فتح وجدت لتبقى وتنتصر ... وستنتصر"، ومثلما حولت دلال المغربي ومجموعتها الفدائية الساحل الفلسطيني إلى حرب عالمية مصغرة استعمل فيها جيش العدو الصهيوني كل فرقه الخاصة ومعظم صنوف أسلحته، كذلك حول رعد حازم ببندقية واحدة مدينة تل أبيب إلى مدينة أشباح وجعل من أهم شوارعها ساحة حرب حقيقية.
وبعد ٤٤ عامًا على عملية "دير ياسين" تأتي على عملية "ديزنغوف" لترسل لقادة إسرائيل وللعالم أجمع رسالة واضحة سطرت بالدماء إما أن نحيا كرامًا فوق أرضنا، ونعيش في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وينعم فيها شعبنا بالأمن والأمان والاستقرار أو إما نكون كالأشباح مثل رائد الكرمي وحسين عبيات وثابت ثابت ومروان زلوم وأبو جندل ضباط بالأجهزة الأمنية الفلسطينية نهارًا، وليلاً فدائيون فتحاويون يذيقون العدو الصهيوني أسوء أيامه ويفقدون شعبه الشعور بالأمن والأمان والإستقرار، ودائمًا تذكروا ما قاله الصحفي الصهيوني "جاكي حوفي" لا أحد يستطيع وقف حركة "فتح".
المجد للشهداء،، الشفاء للجرحى،، الحرية للأسرى
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها