في مقابلة له مع قناة "كان 11" العبرية يقول السفير الأميركي في إسرائيل "توماس ارناديز": "إن الإرهاب لا يمكن أن يهزم إسرائيل". ويضيف "وقتل الناس والعنف لن يؤدي إلى نتيجة". وكنا سنصفق له لو أنه أشار من باب توازن القول والمعايير إلى أن مبعث الإرهاب هو إرهاب الدولة المنظم، الذي باتت إسرائيل تمارسه يوميًا ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
في أقل من أسبوع سبعة شهداء لفلسطين ارتقوا جراء رصاص قوات الاحتلال الذي يطلق بغاية القتل ولا غاية لهذا الرصاص سواها..!!
"قتل الناس، والعنف لن يؤدي إلى نتيجة"، فهل تقول الإدارة الأميركية ذلك إلى إسرائيل لتوقف ضد شعبنا، عنفها المبرمج على أقبح الغايات الدموية، وعلى أكثر الأوهام تطرفًا وعنصرية، والاستنتاج الأهم الذي كان على السفير الأميركي أن يخرج به أن الإرهاب الإسرائيلي المنظم، لا يمكن له أن يهزم الشعب الفلسطيني كذلك، وكان هذا السفير قد خلص قبل أيام إلى قناعة أعلنها بمنتهى الوضوح أنه "لا يمكن شراء الفلسطينيين". ونقول للسفير الأميركي، ولدولة الاحتلال سوية، إن الذي لا يمكن شراؤه، لا يمكن هزيمته، ولا بأي شكل من أشكال العنف والإرهاب.
نحن نودع شهداءنا البررة، وهم يرتقون إلى السموات العلا، بقلب مفجوع، نعم، ولكن بإصرار على الصمود والتحدي، والمضي في دروب المقاومة الشعبية حتى هزيمة الاحتلال، واندحاره عن أرض دولتنا، بعاصمتها القدس الشرقية.
للعنف الإسرائيلي ضد شعبنا، سياسات طال عمرها البغيض، أكثر من سبعين عامًا، ولا تزال هذه السياسات العنصرية، تدور في حلقتها الدموية دون أن تنال شيئا من إرادة شعبنا، ونضاله البطولي الذي أشعلت حركته الوطنية التحررية، شعلته الباهرة التي دحرت عتمة النكبة، وأسقطت مقترحاتها العدمية، ليتواصل هذا النضال متقدما كل يوم في خطوات ثابتة، نحو فجر الحرية والاستقلال.
العنف لن يؤدي إلى نتيجة، سنظل مع هذا الاستخلاص المنطقي، والموضوعي، لكن هل ستكون دولة الاحتلال الإسرائيلي معه ...؟؟، هل ستكون، وهي اليوم تعمل على تسليح المستوطنين، على نحو ما سيجعلها دولة مليشيا، والقرار هذا لرئيس الحكومة الإسرائيلية وقد اعلنه قبل أيام..!! كيف للعنف ان ينتهي مع هكذا سياسة تطلق البنادق في الشوارع، لتقتل كيفما يتسنى لها...!!!
هذا السؤال برسم الإدارة الأميركية لكي تجيب عليه، إذا ما صدقت خطاباتها ونواياها، بشأن حل الدولتين والتصدي للعنف الإسرائيلي، الذي لن يؤدي إلى نتيجة، سوى المزيد من دمنا الذي بات يسفك يوميًا بلا أية معايير وقيم أخلاقية وإنسانية..!!
لن تكفي التصريحات المتلفزة لوقف هذا العنف ولا تطلب المصداقية سوى الموقف الأميركي، والدولي، العملي الصريح والواضح، الذي يضع حدا لكل هذه الدوامة الدموية، للمضي في طريق التفاوض من أجل السلام الممكن، سلام الأمن والاستقرار، بلا عنف، ولا أي شكل من أشكال الإرهاب.

*المصدر: الحياة الجديدة*