ما ثمة قمم تاريخية، بالمعنى الايجابي لكلمة تاريخية، في هذه المنطقة، غير التي تعقد لأجل فلسطين وفيها، والطريق إلى هذه القمة، هي دائمًا طريق الحق التي لا تشهد سالكين فيها غير الفرسان التقاة، والذين على قلتهم، يظلون هم الأكثرية، في القيمة، والنوع، والمعنى، بحكم أن التاريخ لن يذكر في صفحاته المشرقة سواهم.
القمة الفلسطينية الأردنية التي شهدتها رام الله يوم أمس الأول، هي قمة طريق الحق، بسالكيه الملك عبد الله الثاني، وسيادة الرئيس أبو مازن، أصحاب الأغلبيات الفلسطينية والأردنية، وحتى العربية المناهضة لقمم الخديعة والأوهام الإسرائيلية، وهذا ما جعلها ويجعلها، قمة الأغلبيات الساحقة، التي تعالى خطابها بكلمة الحق ذاتها، وبجزالة مصداقيتها، فالهموم واحدة، والآمال واحدة، مثلما أعلن سيادة الرئيس أبو مازن وهو يرحب بشقيقه العاهل الأردني، وسمو ولي عهده، والوفد المرافق له، مؤكدًا أن فلسطين لن تنسى أبدًا أن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية، هو موقف فلسطيني.
وبذات الجزالة، جزالة المصداقية في كلمة الحق، أكد الملك عبد الله الثاني، أن هذه المنطقة لا يمكن أن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
بهذا الواقع، وبهذا الخطاب لهذه القمة، فإنها لم تكن قمة رسالة سياسية لمحيطها الإقليمي فحسب، وإنما هي قمة الموقف الأردني تحديدًا، أن فلسطين تظل هي البوصلة لمن يبحث عن دروب الحل العادل، لقضيتها العادلة، مثلما هي قمة الموقف الفلسطيني أنه لا تراجع أبدًا عن الثوابت المبدئية، الوطنية والسياسية، في سبيل تحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية.
لعل التائهين في صحراء الخديعة الإسرائيلية، يهتدون إلى طريق القمة الحق، قبل أن تذروهم رياح هذه الصحراء، وتطمرهم رمالها، ونؤمن بعد كل قول أن الله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولعلنا كذلك نناديهم كي لايكون هذا مصيرهم، نناديهم لنتحاكم أمام الصحراء العربية، صحراء الرسالة السماوية، كي تحكم بيننا، أينا في الطريق الحق، وأينا في الطريق الباطل.
نأمل أن يهتدي هؤلاء، وأن يتأسفوا ويغتسلوا من اثام ما يرتكبون من خطايا، لا شك أن أنسابهم الأصيلة منها براء، ولهم أن يعلموا أن عمى البصيرة، لا يقود لغير التهلكة، وبئس المصير.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها