منذ بداية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا التي تحولت إلى أزمة عالمية كبرى حيث يشارك فيها كل من روسيا وأميركا – قطبي الرحى – كما يقولون، حاولت إسرائيل التمسح بالأزمة تحت عنوان أن في أوكرانيا قرابة مئتي ألف يهودي، وتحركت إسرائيل بعض الحركات التي ذكرتها بعض الأخبار، من أجل متابعة أوضاعهم، ولكن هذه الأخبار لم تثر أي نوع من الأهمية، حتى في أكثر الأطراف تطرفاً في دول الصهيونية المسيحية، لكن نفتالي بينيت الذي يريد أن يقول للإسرائيليين إنه مهم على مستوى الأحداث المهمة, وأبرزها الآن وأسرعها تطوراً هي الأزمة الروسية الأوكرانية.
وهكذا وجدنا نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي يسارع إلى ركوب طائرته، ويذهب للقاء الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي، وأكثر من هذا، فإنه قال لوسائل الإعلام أنه جاء للوساطة، انتهت الزيارة كما بدأت دون أن يهتم أحد، وسقط بينيت من أعلى أوهامه، ولكنه سقط دون أن يحدث أي ضجيج.
بطبيعة الحال، رئيس وزراء إسرائيل، خدع نفسه بالوساطة، وهو أصغر من هذه المهمة ألف مرة، لأنه خدع نفسه، بأن ضجيج التطبيع العربي ما زال في الأوج، لكن يومين قضاهما بينيت في طائرته قضاهما وهو يقابل الرئيس بوتين والرئيس المطروح عليه حكومة منفى "زيلينسكي" وعندما حط بينيت في إسرائيل اكتشف أنه سقط دون أن يحدث الضجة التي كان يتمناها.
طبعاً إسرائيل كلها تلاحظ أنها دولة فصل عنصري، وجيشها ملاحق بجرائم قتل الأطفال الفلسطينيين ميدانياً، وأنها الكيان الذي يحتوي أكبر عدد ممكن من لصوص الأرض وهم المستوطنون، والحاخامات المحرضون على سرقة أرض الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم لكي يصبحوا نجوماً مشهورين، وهي دولة تبادل الأدوار بين الجيش والمجموعات الإرهابية اليهودية مثل فتية التلال، وتدفيع الثمن وغيرها، ولعل هذه الرحلات التي قام بها نفتالي بينيت بادعاء أنه يعرض التوسط، ما يمكن أن يكسبه بعض الشهرة، ثبت أن لا مكان له في هذا الادعاء الكاذب، والمثل العربي يقول: إن لم تستحِ فافعل ما شئت، وهكذا وجدنا نفتالي بينيت يظهر أنه لا يستحي، يريد أن يكون وسيطاً بدل أن يكون المشهد الأول، ولدينا الأمل الكبير أن يجيء الوقت الذي يقف فيه كل مستعمر صهيوني متهماً، لا يستطيع الهروب من جرائمه.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها