إحدى القنوات الخليجية المعروفة بارتباطها الوثيق بجماعة الإخوان المسلمين، تحاول في الفترة الأخيرة تسويق وتلميع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وتحضيره للعب دور أكبر في المستقبل، أحد العناوين الملفتة أن هنية هو ابن مخيم الشاطئ، ولا يزال يسكن في المخيم، ليؤكد على حق العودة(...!!) ولكن القناة تتجاهل كيف تحول هنية، هو وأبناؤه إلى أثرياء، وأصبحت لهم استثمارات في قطاع غزة، وتركيا بعشرات ملايين الدولارات، وتجدر الإشارة هنا إلى أن 1700 مليونير جديد في قطاع غزة بعد عام 2007، وهو العام الذي قامت خلاله حماس بانقلابها العسكري في قطاع غزة، وفرض سيطرتها عليه، كل هؤلاء الأثرياء الجدد هم من قيادات حماس، والمحسوبين عليها.
ولا نكشف سرًا عندما نتحدث عن ثروات مسؤولي حماس ومن ضمنهم هنية وأبناؤه في قطاع غزة، وخارجه، أهل القطاع البسطاء يتبادلون الحديث اليومي عن هذه الثروة، وكيف أن أحد أبناء هنية، قد اشترى قبل خمس سنوات قطعة أرض في حي الشاطئ بمبلغ أربعة ملايين دولار، بالإضافة إلى شراء عدد كبير من الشقق والممتلكات بملايين الدولارات....!!! وهناك العديد من التقارير التي تتحدث عن استثمارات عقارية لقيادات حمساوية في تركيا والتي تقدر بعشرات ملايين الدولارات....!!!
ويقدر دخل حماس من أموال التبرعات بمليار دولار سنويًا، وهذا لا يشمل الدعم العلني الذي تقدمه قطر ويقدر بنحو 350 مليون سنويًا، ويمرر عبر إسرائيل وبموافقتها، ومراقبة "الموساد" لكل دولار أين سيصل ولمن. (...!!) هذه الأموال لا يستفيد من معظمها المواطن في غزة، أما أسلحة حماس وأنفاقها فهي دعم من إيران ودول إقليمية أخرى.
والجدير بالذكر أن هنية ترك مخيم الشاطئ منذ أكثر من أربع سنوات، وهو يقيم اليوم في أحد قصور العاصمة القطرية الدوحة، وكان في عام 2017 قد غادر قطاع غزة بحجة أنه سيقوم بجولة خارجية في عدد من الدول، إلا أن هذه الجولة لم تنته حتى اليوم. فالحديث عن أنه لا يزال يعيش في مخيم الشاطئ حتى الآن ليس دقيقاً. 
إن ما يجري هو دور تدريبي في العلاقات الدولية، ينظمونها لهنية في محاولة لتحضيره ليصبح رئيسًا للشعب الفلسطيني(...!!) وحق العودة سيكون حصرياً له ليعود إلى غزة تحت هذا المسمى...!!! 
قد نكون لسنا في أحسن أحوالنا في هذه المرحلة، ولكن لن يكون لفلسطين أي مستقبل مع حماس سوى مستقبل الظلام والتخلف، وسيكون هذا الفصل من تاريخ الشعب الفلسطيني هو الفصل الأسوأ إن حصل. 
أن يبقي هنية بيته في مخيم الشاطئ فهو للتجارة السياسية لا أكثر ولا أقل، لأنه هو وعائلته يزدادون ثراء كل يوم على حساب معاناة أهلنا في قطاع غزة، ومعاناة الشعب الفلسطيني عمومًا. هنية يزداد وزنه ترفًا ووهمًا كذلك، هو والذين ينفخون في صورته اليوم ليكون زعيمًا للشعب الفلسطيني...!!

المصدر: الحياة الجديدة