استضافت دولة فلسطين، أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، برعاية الرئيس محمود عباس.
وانطلقت أعمال المؤتمر عبر تقنية "زووم"، في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، في كلمته بافتتاح المؤتمر، إن التعليم في فلسطين بالنسبة لنا استراتيجية بقاء وأداء وعي وهوية وصمود على الأرض وبطاقة تأمين نحو مستقبل أفضل.
وأضاف "التعليم في فلسطين هو مواجهة مع الاحتلال وحربه على الرواية والمنهاج الفلسطيني، التي قد تكون مقدمة لحرب على المنهاج العربي".
وتابع: "يشرفنا أن نستضيف هذا المؤتمر الهام للمربين والمشرفين على التربية ولصناع العلم والريادة والتمكين، وكنا نتمنى لهذا الاجتماع أن يكون حضوريا في فلسطين المحررة، لكن الاحتلال وكورونا حالا دون ذلك".
وقال: "في فلسطين رفعنا شعار أن ننتقل من التعليم للتعلم وبهذا نجمع بين الإدارة والإرادة. هناك من يدعي أن العقل العربي عاجز عن إنتاج المعرفة، وعلينا جميعا كوزراء للتربية والتعليم أن نثبت أن هذه النظرية خاطئة، ونكون قادرين على إنتاج المعرفة".
وشدد رئيس الوزراء على أهمية التعاون العربي المشترك، باعتباره ركيزة مهمة لبناء جيل متسلح بالقيم والمعرفة وقادر على استحضار الماضي وتوظيفه للارتقاء نحو المستقبل في ظل تحولات تكنولوجية معرفية متسارعة.
وبين أن جائحة كورونا أبرزت الدور الثابت والمهم للمعلم، لذلك لا بد من تعزيز دور المعلم بكل ما يحتاج هذا الدور من تعزيز وإسناد وغيره، وفي الجائحة أيضا أدركنا أهمية التناغم بين الصحة والتعليم.
وقال: الفلسطيني بحاجة لسند من عمقه العربي وأطفال فلسطين الذين يقتلهم الاحتلال بحاجة لمن يرعى رواياتهم، ولو وصلتم هنا لرأيتم المواجهة بين جعبة الطالب الفلسطيني وجعبة العسكري الإسرائيلي على حواجز القدس ولرأيتم أن المستعمرات مسيجة بالأسلاك من الخوف وقرانا مفتوحة للجميع، ولرأيتم كيف أن القدس هي أقرب نقطة للسماء ورأيتم كيف نحن شعب نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.
وأضاف: نحن في الحكومة وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس، نبحث عن منظومة متطورة وفعالة للتعليم والتعلم والتدريب المهني والتقنني تكون قادرة على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل ومعالجة الاختلالات في سوق التعليم والاستجابة للواقع الذين نعيشه في الضفة وغزة والقدس والشتات، لخلق منهاج قادر على مواجهة تحديات الواقع والحاضر والمستقبل وبيئة مدرسية جاذبة واستعادة شغف التعلم للعثور على ما ضاع من ألق التعليم.
وختم قائلا: "فلسطين تستضيفكم اليوم ونعول على هذا المؤتمر كثيرا، اليوم نعبر كورونا وغدا نعبر الاحتلال ونقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".
من جانبه، شكر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد أعمر، الرئيس محمود عباس على استضافة هذا المؤتمر في فلسطين، والذي يأتي انتصارا لها في المجالات كافة.
وقال: إن اختيار موضوع التعليم الاستدراكي عنوانا لمؤتمرنا، يعكس ما يهدد طلابنا في الدول العربية، خاصة تلك التي تعاني جراء النزاعات والحروب.
وأضاف أن المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، استطاعت تخفيف وطأة الانقطاع عن التعليم بسبب جائحة "كورونا"، ووفرت منصات تعليمية تساعد على الوصول للتعليم والتعلم وأعدت بالتعاون مع الجامعة العربية استراتيجية التعليم في ظل الأزمات، كما قدمت مبادرات تعليمية كثيرة، ومشروعات لتطوير التعليم وتحسين جودته ومكافحة الأمية وتنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأوضح أن الجامعة العربية بالتعاون مع الألكسو عملت على التخفيف من تأثير الأزمات، مشيرا إلى أن مؤتمرنا اليوم تحت عنوان التعليم الاستدراكي، يأتي لاستدراك ما فات وفعل ما يجب فعله لمواصلة العملية التعليمة.
من جانبه، شكر وزير التربية في الجمهورية التونسية (دولة المقر) فتحي الســلاوتي، دولة فلسطين على الجهود المبذولة لتنظيم المؤتمر، وكذلك الخبراء الذين أعدوا أوراق العمل للمؤتمر، مؤكدا حرص تونس على التشاور مع كافة الدول للارتقاء بالعمل العربي المشترك وبنقل رسالتها.
وأضاف: نحن ندعم حق الشعب الفلسطيني في التعليم، وعقد المؤتمر في فلسطين يؤكد مدى حرصنا على تطوير شراكة فاعلة ومثمرة في الوطن العربي لتحديث نظمنا التربوية والتعليمية وتمكينها من الاستجابة لمتطلبات الجودة.
وتابع: نسعى لتحقيق مجتمع المعرفة والجودة في العالم العربي، وأن مستقبلنا سيكون نتاج تفكير جديد يقوم على احترام المستلزمات والضروريات لدولنا وعلى الإرادة الفاعلة التي تحدونا لإفادة مواطنينا.
وأكد أن التركيز على التعليم الاستدراكي في زمن الازمات يؤكد قربنا من واقعنا في البحث عن حلول نوعية في تعليمنا تمكن نظمنا من توفير التعليم المنصف والعادل للجميع ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، سلم رئيس الدورة الحادية عشرة للمؤتمر، وزير التربية البحريني ماجد بن علي النعيمي، رئاسة المؤتمر الثاني عشر، إلى دولة فلسطين، وقال: "نسلم رئاسة المؤتمر لدولة فلسطين، لنقل شارة العمل والثقافة والتربية بين مختلف الدول الشقيقة لما فيه مصلحة أوطاننا وشعوبنا وتعزيز التنمية".
وشكر دولة فلسطين على ما تم إعداده لعقد المؤتمر، ونقل تحيات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وولي عهده، للمشاركين في المؤتمر، متمنيا له التوفيق والنجاح.
وأضاف: تشرفت مملكة البحرين خلال الدورة الماضية باستضافة المؤتمر 11 الذي نوقشت فيه بشكل مستفيض جميع الأوراق المطروحة المعدة من الأمانة العامة، وخرج المؤتمر بتوصيات تم تحويلها لبرامج عملية وخطط زمنية محكمة.
وأعرب عن تطلعه للاستفادة من نتائج المؤتمر الذي يتدارس نتائج جائحة كورونا على التعليم، مؤكدا أهمية موضوع المؤتمر "التعليم الاستدراكي".
وأضاف: أن المنظمة العربية أحسنت باختيار التعليم الاستدراكي عنوانا للمؤتمر في دورته الحالية نظرا لأهمية الخروج بتوصيات لمعالجة هذه المعضلة التي تعاني منها الدول العربية والعالم، مؤكدا أن المؤتمر فرصة لتبادل خبرات الدول في التعامل مع الفاقد التعليمي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها