في ذكرى مرور أسبوع على وفاة القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" علي عبد العزيز نور الدين (أبو عرب)، أقام أهل الفقيد ومنظمة التحرير الفلسطينية بيت عزاء عن روحه الطاهرة، في مجمع الإمام الصدر الاوزاعي صباح اليوم الأحد ٦-٦-٢٠٢١.
حضر بيت العزاء سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبّور، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وقيادة وكوادر حركة "فتح" في بيروت ومخيماتها، وقادة أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، وقادة حزب الله، ومجموعة الكرامة الكشفية، وعائلة وذوي وأقارب وأصدقاء الفقيد، وحشد من المعزين.
بدأ بيت العزاء بقراءة سورة الفاتحة لروح الفقيد "أبو عرب"، تلتها تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج محمد عساف، ثُمَّ كلمة من أحد أقارب الفقيد عدد فيها مزايا ومناقبية الفقيد، مستعرضًا بعضًا من أعماله النضالية وحبه للقضية الفلسطينية، ومردّدًا ما كان يقوله الفقيد دوماً "إنَّ إسرائيل عمرها قصير، وإنّ الأرض ستكون لأهلها الحقيقيين".
ثُمَّ كانت كلمة للسفير أشرف دبور، استهلها بقراءة سورة الفاتحة لروح القائد البطل الفدائي الفتحاوي الفلسطيني اللبناني القائد أبو عرب، استهلها بقول الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق الله العظيم.
نلتقي هنا في هذا المكان، والذي يحمل اسم نصير وحامي الثورة الفلسطينية وفلسطين والذي أطلق شعار الثورة الفلسطينية سماحة الإمام المغيب موسى الصدر أعاده الله سالمًا، لنؤبن معًا قائدًا فتحاويًا وقامة فلسطينية ولبنانية هو الأخ القائد أبو عرب الذي حمل روحه على كفه في سبيل اعدل قضية، جمعت أحرار العالم الذين آمنوا بحتمية النصر وعدالة قضية فلسطين. وهنا نقول له: نم قرير العين يا أخانا أبو عرب، فالنصر آتٍ آتٍ لا محالة، فها هو شعبك الفلسطيني من الناقورة حتى حي الرشراش يسطّر أروع ملاحم البطولة والصمود في وجه هذا العدو الصهيوني وإن شاء الله سيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا كما اندحر عن أرض لبنان الحبيب في ٢٥/أيار/٢٠٠٠، وهذا الانتصار الذي حققه أبطال المقاومة اللبنانية والذي استطاع أن يدحر العدو عن أول أرض عربية، واسمحوا لي بهذه المناسبة العظيمة أن نهنئ أنفسنا وإخوتنا اللبنانيين بدحر العدو الصهيوني عن أرض لبنان وإن شاء الله يندحر باقي الاحتلال عن باقي الأراضي".
وتابع السفير دبور: "أبو عرب الفدائي الفتحاوي الانتماء، المتقدم الصفوف في المواقف كافةً، والمشارك في كل المعارك للدفاع عن الثورة أدّى مهامه المتعددة والمحفوفة بالمخاطر بشجاعة عادلة، وكل من عاصره وعاش معه يعرف بأنه أدّى أمانته بشجاعة عالية وبتافنٍ عالٍ، ونسج علاقات وطيدة مع قادة الثورة العظام وكان له علاقات وطيدة وعلى رأسهم الرمز الشهيد القائد أبو عمار".
واستطرد السفير دبور قائلاً: "أبو عرب أمضى حياته محبًّا ومحبوبًا من إخوته جميعًا، كان مناضلاً استثنائيًا، تميز بعلاقات مع كافة إخوته في مسيرة النضال وحظي باحترام واسع في صفوف أبناء الثورة الفلسطينية، وحفر اسمه ورسّخه بألوان علم فلسطين في ذاكرة وسجلات النضال الوطني الفلسطيني وفي مسيرة الثورة الفلسطينية، الذاخرة بالحكايات البطولية، والتي تتعرض في هذه المرحلة بالذات إلى هجمة شرسة وممنهجة بشطب تاريخها وأبنائها المعمّد بدماء الشهداء، لكن صوت أبناء أبو عرب وأمثاله حتمًا منتصر، لك المجد أيها الفدائي الجسور يا من حملت مع إخوانك أرواحكم على أكفكم في سبيل تحقيق الهدف، نعم لقد رفعتم اسم فلسطين عاليًا خفّاقًا بثورة حق نهضت من رماد نكبة إلى لهيب المقاوَمة".
وأردف السفير دبور: "هذا هو أبو عرب بعد غياب طويل مع عائلته الكريمة، وشاء القدر أن يرحل عنا بعيدًا إلى جوار ربه، من دار الفناء إلى دار البقاء، نم قرير العين يا أبا عرب، فأنت مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء. نعزي أنفسنا والعائلة الكريمة والأهل والاصدقاء والمحبين راجين العظيم العزيز القدير أن يلهمنا وإياكم الصبر والسلون. والأمل بالأبناء إكمال المسيرة، مسيرة النضال والثورة ورفع راية فلسطين خفّاقة عالية فوق أسوار القدس. يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون، العهد هو العهد والقسم هو القسم.. وإنها لثورة حتى النصر حتى النصر".
وختم مجلس العزاء بخطبة دينية وقراءة السيرة الحسينية عن روح الفقيد بصوت الشيخ علي مبهج.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها