ما زال أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أسبوعان من مهلة تكليفه بتشكيل حكومة جديدة، وليس واضحا إذا كان سينجح في هذه المهمة أو سيفشل. وتدل كافة المؤشرات الحالية على أنه سيفشل في تشكيل حكومة جديدة. كذلك يبدو أنه سيفشل في تغيير القانون بإجراء انتخابات مباشرة لرئاسة الحكومة فقط، من دون انتخابات للكنيست، وسط معارضة حزب "يمينا" والقائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية). 

 

وفي حال فشل نتنياهو، وقرر الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عدم إعادة التفويض بتشكيل حكومة إلى الكنيست، ومنح هذا التفويض إلى المعسكر المناوئ لنتنياهو، بحيث يشكلها رئيس حزب "ييش عتيد"، برئاسة يائير لبيد، أو رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، فإن الصعوبات في هذا المعسكر تفوق المصاعب التي أفشلت نتنياهو.

 

فقوة المعسكر المناوئ لنتنياهو تعادل 68 عضو كنيست، في حال انضم إليه "يمينا" والقائمة الموحدة. ويبدو أن بينيت، في حال كان هو الذي سيشكل الحكومة، ولبيد يوافق على ذلك ويوافق على أن يكون بيني رئيس الحكومة الأول بالتناوب معه، فإنه سيسعى إلى تشكيل حكومة ذات طابع يميني، بمشاركة حزبي العمل وميرتس.

 

وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم الأربعاء، بأن بينيت ورئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، يشترطان ضم حزب ميرتس إلى حكومة كهذه بأن يتراجع ميرتس عن تصريح رئيسه، نيتسان هوروفيتس، بما يتعلق بتحقيق المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بجرائم حرب إسرائيلية بحق الفلسطينيين.

 

وقال هوروفيتس حينه إنَّ "السياسة الإسرائيلية تجاه غزة خاطئة من أساها. ونحن نقيم مستوطنات جامحة، ونسلب، وعندما تستيقظ جهات دولية، نصرخ: عداء للسامية".

 

كذلك تمارس قائمة الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، ضغوطًا على بينيت وساعر كي لا تُشكل حكومة في المعسكر المناوء لنتنياهو، بادّعاء أنها ستكون مدعومةً من القائمة المشتركة والقائمة الموحدة.

 

وقالت الصهيونية الدينية والفاشية في بيان موجه إلى بينيت وساعر، اليوم، إنه "إذا فضلتم حكومة تستند إلى مؤيدي الإرهاب بدلاً من حكومة يمين، فستُذكرون بالعار في تاريخ دولة إسرائيل".

 

وترفض الصهيونية الدينية والفاشية تأييد حكومة يشكلها نتنياهو بالاعتماد على دعم خارجي من القائمة الموحدة، وتدعو ساعر إلى الانضمام إلى حكومة يرأسها نتنياهو. وساعر لا يزال يرفض ذلك، ويعلن أنه يسعى لإسقاط نتنياهو عن الحكم.

 

إلى جانب ما تقدم، تتمحور الخلافات حول تشكيل حكومة في المعسكر المناوئ لنتنياهو، حول توازن القوى بين أحزاب اليمين وأحزاب "الوسط يسار" في حكومة كهذه. ولم يتوصل لبيد وبينيت إلى أي اتفاقات حول هذا الأمر حتى الآن. ويطالب بينيت، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، بصوت مضاعف في حكومة كهذه في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول قضايا معينة بين مركباتها. كذلك عبرت جهات في "يمينا" عن غضبها تجاه لبيد بادعاء أنه لا يتفهم ضائقتهم، حسب القناة 13 التلفزيونية.

 

ويطالب لبيد بأن تحصل الأحزاب التي تشارك في الحكومة على عدد حقائب وزارية بموجب عدد أعضائه في الكنيست، وبنسبة وزير مقابل كل ثلاثة أعضاء كنيست. ويعتبر بينيت هذه المعادلة أنها ستضع أحزاب اليمين في مكانة متدنية، ويطالب بتعامل تفضيلي لا متساوٍ كما يطالب لبيد.

 

كذلك يطالب بينيت بحقائب وزارية تعتبر حساسة من الناحية السياسية، وبينها حقائب القضاء والداخلية والثقافة، فيما يطالب لبيد بتوزيعة حقائب متساوية بين اليمين و"الوسط يسار" داخل حكومة كهذه.

 

كما يطالب لبيد بأن يحصل هو على التكليف بتشكيل حكومة ويقود مفاوضات تشكيلها، رغم موافقته على التناوب وعلى أن يكون بينيت الأول في تولي رئاسة حكومة كهذه. ومن جانبه، يفضل ساعر أن يحصل بينيت على التكليف، وفقًا للقناة 13.