(قُمْ للمعلِّمِ وفِّهِ التبجيلا.. كادَ المعلِّمُ أن يكونَ رسولا)
في كلِّ عام يحتفل العالم في التاسع من آذار بيوم المعلّم تقديرًا لدوره الطليعي في نقل العلم والمعرفة إلى الطلاب وتأسيس الأجيال الصاعدة لبناء مجتمعاتها. وكما في كلِّ عام نقفُ بكلِّ اعتزاز وتقدير للاحتفاء بالمعلّم الفلسطيني في يومه، لعطائه ودوره السامي في إعداد أجيال الثورة والتحرير المؤمنة بأنَّ الوطن تحرّره السواعد الفتية، والمتمسكة بالحقوق والثوابت الوطنية، ولما قدمه عبر مسيرة كفاحنا الوطني من تضحيات جسام، مُتحديًا في الوطن عدوان الاحتلال وتنكيله بصبرٍ وإصرارٍ على تحقيق رسالته، ومواجهًا عقبات وعوائق اللجوء في مخيّمات الشتات بعزيمة متجددة لتنشئة أجيال النصر والتحرير.
إن يومًا واحدًا لا يكفي لنفي المعلم الفلسطيني حقه من العرفان، فهو الذي يستحق منا التكريم في كل مقامٍ وفي كل لحظة، ولكنها محطةٌ نتوقف اليوم عندها لنبرق بأسمى تحيات الإكبار والإجلال لمعلماتنا الماجدات ومعلمينا البواسل في الوطن والشتات، لنُكرمَ مَن يرسمون بجهودهم وعطاءاتهم طريق الحرية والاستقلال والازدهار عبر دورهم في حماية الذاكرة الفلسطينيّة وتشكيل الوعي الوطني وترسيخ الهوية الوطنية في عقول الناشئة.
ألف تحيةٍ للصابرين الصامدين وهُم يزرعون الأمل والقيم في نفوس أجيالنا ويشحذون همَمَهُم ويصقلون إراداتهم ويرفدونهم بأسلحة العلم والمعرفة والثوابت الوطنية لإعدادهم خير إعداد لمواجهة العدو الإسرائيلي ولخوض مسيرة التحرير نحو إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني وبناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس على أسس الحداثة والتطور.
والتحية كل التحية إلى كل قادتنا المعلّمين على مر مسيرة كفاحنا العتيد الذين صنعوا ثورةً مُشرّفةً أساسها الثوابت الراسخة وعِمادُها العِلم والمعرفة بدءًا من المعلّم الأول القائد الرمز ياسر عرفات ومرورًا بقوافل من المعلمين الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين وصولاً لحامل أمانة الوطن والقضية ومعلّم ومؤسس الأجيال الفلسطينية الواعدة السيد الرئيس محمود عبّاس.
المعلمات والمعلمين الأفاضل،
إذ تحل المناسبة هذا العام في ظلّ ظروفٍ استثنائية بفعل تفشي جائحة "كورونا" التي فرضت أمرًا واقعًا ضاعف صعوبة ومشقة المهمة والمسؤولية الملقاة على كاهلكم، فلا بد من أن نتوجه إليكم بتحية ملؤها الفخر والاعتزاز بما بذلتم وتبذلونه من جهود مضاعفة نتيجة اضطراركم للتعليم عن بعد، وما تبدونه من عظيم قدرة على التحمل والصبر، وجهد فكري ونفسي لإدارة الصف الافتراضي والحرص على إيصال المادة التعليمية بالشكل المطلوب إلى طلابنا.
والعهد لكم أن نبقى السند الداعم لكم ولتعزيز دوركم ومكانتكم وحقوقكم.
كل عام وجميع معلّماتنا ومعلّمينا بألف خير
دامَ عطاؤكم وانتماؤكم، ودمتُم ذخرًا لوطننا فلسطين
وإنّها لثورةٌ حتى النّصر
إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها