حاضرون في الميدان، وعلى الدوام سنبقى منحازين للفقراء والمظلومين والمحرومين.
تصادف يوم غد الأربعاء الموافق 2021/3/3 الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقة الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، وهو حزب انطلق من رحم الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومثل بانطلاقته امتدادًا لها، وأخذ على عاتقه أحداث مهمة التجديد والديمقراطية التي أملتها التطورات التي عصفت بالقضية الوطنية عمومًا والمهام التي فرضتها الانتفاضة الشعبية التي اندلعت عام 1987 واشتد عودها وتوسعت عام 1990 والأعوام التي تلته.
إن حزبنا، الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، وإذ يحيي الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقته لا يغيب عن باله تزامن هذه الذكرى مع الاستعدادات التي تشهدها الساحة الفلسطينية لخوض الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية وبعدها للمجلس الوطني، وبذلك نكون في "فدا" ومعنا باقي الفصائل والقوى والأحزاب والتكتلات والشخصيات والكفاءات الوطنية المستقلة أمام فرصة حقيقية لتجديد النظام السياسي الفلسطيني وديمقراطيته وإصلاحه وتفعيل دور مؤسساته المختلفة، وهي نفس المهمة التي أخذ حزبنا على نفسه عهد القيام بها منذ انطلاقته، إلى جانب مهمته الأولى المتمثلة بخوض معركة التحرر الوطني من أجل كنس الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا وإقامة دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية وتأمين حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفقا للقرار الأممي 194.
وإذ نتوجه في "فدا" بمناسبة انطلاقتنا بتحية خاصة لأرواح القافلة الطويلة من الشهداء الذين ارتقوا ولا زالوا يرتقون على طريق حرية فلسطين الأكيدة، ونحيي الأسرى في سجون الاحتلال على صمودهم البطولي، ونبعث بتحية تقدير وإعزاز وإكبار لكل أبناء شعبنا، في القدس، وفي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وفي أراضي عام 1948، وفي بلدان المهجر والشتات، نحييهم على استمرار تمسكهم بالحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة وعدم استعدادهم للتنازل عنها، فإننا نؤكد أن موقفنا ثابت من موضوع الانتخابات، ويتمثل بكوننا نخوضها، انطلاقًا من احترامنا لحق الشعب في التعبير عن رأيه وقول كلمته في اختيار ممثليه، وإيمانًا منا بأن الانتخابات ودورية عقدها في المهل المحددة هي الوسيلة الوحيدة لتداول السلطة السياسية وإشراك الناس في صنع القرار، فضلاً عن كونها، في حالتنا الفلسطينية، وعلى ضوء الانقسام الذي وقع عام 2007، تمثل مدخلا لإنهاء هذا الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمانتنا الوحيدة لمواجهة التحديات وإحراز النصر في معركة دحر الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا.
ثمة قضايا عدة يجدد "فدا"، وبمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقته، العهد على مواصلة النضال من أجل العمل عليها، الشراكة في صنع القرار الفلسطيني بعيدًا عن سياسة الاستفراد والمحاصصة، التصدي للفساد بكل أشكاله، محاربة الواسطة والمحسوبية، مواجهة سياسة الخصخصة واقتصاد السوق، حمل الحكومة الفلسطينية على انتهاج سياسة اقتصادية تأخذ بمسار الاقتصاد التعاوني الذي يسعى للانفكاك عن اقتصاد الاحتلال ويساهم في دعم الزراعة والمزارعين، من ناحية، وفي دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وأصحاب الدخل المحدود والفئات المهمشة، من ناحية ثانية.
كما يجدد "فدا" في الذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقته تأكيد التزامه بالانحياز إلى جانب العمال وغيرهم من الطبقات المسحوقة، ووقوفه إلى جانب الطلبة خاصة أمام الارتفاع المستمر في تكاليف الدراسة الجامعية، ووقوفه من أجل النهوض بقطاع الصحة الذي انكشفت كثير من عوراته على ضوء حالة الاختناق التي شهدتها المشافي الفلسطينية نتيجة الارتفاع المتواصل بعدد المصابين بفيروس كورونا، وخلال ذلك كله فإننا في "فدا" لن نتوقف عن العمل والمطالبة من أجل إقرار قوانين عصرية تضمن أجور ملائمة للعمال وتكفل لهم حياة كريمة وتقاعد مناسب، وقوانين تحمي المرأة والأسرة الفلسطينية من العنف وأي شكل من أشكال التمييز.
في ذكرى انطلاقتنا، نجدد في "فدا" العهد للشهداء والأسرى على المضي قدمًا في معركة التحرر الوطني من أجل الحرية والاستقلال الناجز والعودة، ونؤكد بوضوح أننا نذهب إلى الانتخابات التشريعية لنواصل من هناك ما بدأناه خارج المجلس، وبنفس العزيمة، وهي المعركة من أجل انتصار الديمقراطية الفلسطينية، وضمان الفصل بين السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، ورفض التعدي على القضاء أو المس باستقلاليته وانتهاك قراراته، ومن أجل احترام الصحافة وحرية الرأي والتعبير وضمان التعددية الفكرية والسياسية، ومن أجل التصدي لكل أشكال العصبيات الضيقة، ومن أجل محاربة الجريمة والفلتان الأمني وظاهرة العنف المجتمعي وأخذ القانون باليد.
حاضرون في الميدان، وسط الناس، نعمل معهم، نعلمهم ونتعلم منهم، وعلى الدوام سنبقى منحازين للفقراء والمظلومين والمحرومين، نهتف باسم فلسطين، نناضل من أجل حريتها الكاملة، ودولتها القادمة، وعاصمتها الأبدية قدس الأقداس.
وإننا حتما لمنتصرون
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها