نجح الحوار الفلسطيني في القاهرة، لأنه في القاهرة، ويعلم الجميع أن القاهرة هي المكان المأمون للحوار الفلسطيني بهدف تعزيز ثوابتهم الوطنية العليا المتمثلة بوأد الانقسام البغيض الذي كان منذ لحظة التورط فيه في عام 2007 حتى الآن، ملامًا من الجميع، وموصوفًا بأنه لا يخدم سوى وجود الاحتلال الذي هو أبشع الساعات وأسود المفارقات وأي احتلال في التاريخ هو كذلك فما بالنا بالاحتلال الإسرائيلي.

نجح الحوار الفلسطيني في القاهرة لأن رأس شرعيتنا المتمثلة بالرئيس أبو مازن الذي يمتاز بثلاثيته المقدسة وهي الإيمان بقوة الحق، والإيمان بقوة المعرفة وعمق الثقافة، والإيمان بعمق التجربة الفلسطينية المتواصلة التي بدأت منذ إنشاء حركة فتح وإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومدى الإعجاز الذي قدمه شعبنا في إطار هذه الثورة، وهذا الشعب الذي لم تغره التبسيطات الملونة، فهو يعرف منذ اللحظة الأولى ان مآلته صعبة جدا لأن عمقها يدور حول استعادة الأمة دورها الكبير الذي اختارها الله له، كما أن الرئيس تابع هذا الحوار الوطني في القاهرة بكل الاهتمام وكل المبادرات المطلوبة، في وأد الانقسام، وتجسيد الوحدة الوطنية من أولى الثوابت الفلسطينية وإجراء الانتخابات بالمحددات والقرارات التي أكدها الرئيس، سيجعلها انتخابات ناجحة لتحقيق الهدف ويكفينا فخراً وثقة بأنفسنا، أن هذا النجاح يأتي وسط التطورات التي تؤكد أن منهجنا ناجح وأن الأعداء الذين يراهنون على كل أشكال العدوان والإرهاب ضدنا، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي السابق ورئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يكاد يستند إلى قشة يعانيان المعاناة التي يستحقان، دونالد ترمب غارق حتى أذنيه في محكمته الثانية التي انكشفت خلالها ويلات عظيمة ضد شعبه ودولته أكثر خطورة من صفقة القرن التي واجهناها بالرفض منذ الدقيقة الأولى، أما رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو فلا عمل له سوى إحياء صورة الإرهاب الإسرائيلي الأولى ضد كل ماهو فلسطيني، ضد الشجر والحجر والإنسان، لكن هذا كله لن يزيدها إلا اقترابًا من نفس المصير، وعاشت فلسطين.