تمنيات الرئيس أبو مازن للرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بالشفاء العاجل عكست النبل المتأصل في عقل ومنهج رئيس السلام، الرئيس الإنسان رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية، فالفارس النبيل لا يتردد في منازلة خصمة في ميدان الحق مادام بكامل صحته وقوته، ويترفع حتى عن مجرد التفكير أو التمني للخصم بالمرض، فالحكمة والشجاعة والنبل والقوة في انتزاع الفارس حقه وحق من يمثل ( الشعب) فيما خصمه بقوته وسلاحه في يده، وبذلك يتجسد المعنى الحقيقي للانتصار المرتكز على القوة  الذاتية وليس على عوامل خارجية كمرض أو وباء يصيب الخصم أو بسبب موت طبيعي .

إيماننا نحن الشعب الفلسطيني بِحقنا التاريخي والطبيعي في وطننا الأزلي الأبدي فلسطين، وثقتنا بقيادتنا التي عكست إرادة الصبر والتصدي والصمود والتحدي، والقول لا عندما يقتضي الأمر قولها بِشجاعة وصوت عال، للتعبير عن رفضها المساس بثوابت الشعب ومقدساته، والقول نعم عندما تلتمس توجهات وسياسات تمكننا من انتزاع ولو بعض حقوقنا، لا يمنعنا أبداً من تمني الحياة لخصومنا  الذين ظلمونا ليروا بأعينهم كيف ننتزع حقوقنا ونسترجعها منهم، وليدركوا أن جبروتهم واستكبارهم على الشعوب بالقوة المادية العسكرية والمالية، واتباعهم الاحتلال والاستعمار والاستيطان  والعنصرية منهجًا للسيطرة على الشعوب لن يدوم مهما امتلكوا من قوة، فالعاجز عن مكافحة  فايروس غير مرئي بالعين المجردة لا يمكنه الانتصار على شعب لا يرى الحياة إلا كرامة وحرية  وعزة وشرف واستقلال، فهذا الذي تقعده الحمى قد يجد له الأطباء المعالجون عقارًا يقضي على الفايروس أو يضعفه، لكنه مهما استقوى بمساعدين ومستشارين منحازين ومتطرفين وعنصريين، وبجيوش منظومة الاحتلال والاستعمار العنصري إسرائيل، ومعها حلفاء، ومتآمرين في السر والعلن فإنه لن يفلح في القضاء على شعب مؤمن بحقه وله تاريخه وحاضره في أرضه، ويتطلع الى مستقبله عليها، فهنا وتحديدًا في قضية فلسطين لا تنفع العقارات، ولا العلاجات الاقتصادية، ولا خطط  الضم، ولا صفقة القرن، ولا دفع مشايخ وأمراء - تحت ضغط الإكراه - للتطبيع مع منظومة العنصرية الوحيدة المتبقية على وجه الكرة الأرضية، ومعترف بها دولة كامل العضوية في الأمم المتحدة رغم أنها ناقصة تسمى إسرائيل.. ومن يظن بقدرته على إجهاض كفاح الشعب الفلسطيني  فهو مصاب بالحمى، مريض لا يحتاج علاجًا طبيعيًا كيميائيًا ولا طبيعيًا من أعشاب، بل من يقرأ عليه سيرة الشعب الفلسطيني والشعوب الحرة، لعله تذهب عنه الحمى فيعود إلى صحته النفسية والعقلية فيرى الأمور بمنظار قوانين وقرارات الشرعية الدولية، فحمى ترامب  الاستعمارية الجديدة إذا لم يتم التصدي لها بحكمة وشجاعة ووضوح كما فعل الرئيس محمود عباس أبو مازن باسم الشعب الفلسطيني، وإذا تركت لتنتشر، فإن أخطارها وتداعياتها الكارثية وآثارها البعيدة المدى  ستجعل من حمى الحملات الاستعمارية التي ألمت بالمنطقة مجرد نزلة برد أو إنفلونزا شديدة قياسًا بِ (حمى ترامب ) الكاسحة لخريطة العالم السياسية الجغرافية، الاقتصادية، والمدمرة لمكونات الأمم  الثقافية، حمى جرفت ومازالت تعمل كاعصار لاقتلاع  القانون الدولي والمواثيق والأعراف من جذورها وتطييرها وجعلها هباء منثورًا .

( حمى ترامب ) الاستعمارية العنصرية غير المسبوقة في تاريخ البشرية هي الداء والوباء الذي نريد للشعب الأميركي ألا يكون أول ضحاياها، فشعب الولايات المتحدة  الأميركية الذي عانى  من الحروب الأهلية والعنصرية، قد تعيده ( حمى ترامب ) إلى أجوائها ويومياتها، وقد يجد هذا الشعب نفسه قد أسقط  في حالة عداء مع كل شعوب العالم  والدول المحبة للسلام، فتنقلب ثقافة الحرية والديمقراطية بسبب حمى ترامب، إلى منهج استعباد ودكتاتورية، منهج عنصري بات المثقفون الأميركيون يحذرون من نموه وتكاثره وانتشاره أسرع من انتشار أي وباء في عهد دونالد ترامب .

استهتر ترامب بفايروس كوفيد 19(الكورونا)  فأعجزه، واستهتر بحقوق الشعب الفلسطيني  وبمقدساته فعجز عن إيجاد بديل - ولو مصطنعًا- يوقع له على الخضوع والاستسلام، أما الآن فليس أمامه إلا الاعتراف والإقرار بإصابته بفايروس العنصرية الصهيونية، حتى يتمكن المعالجون من تخليصه من حمى هذا الوباء القاتل، فلعله يحظى بلحظة تفكير وهو في حالة شفاء من (حمى الصهيونية العنصرية) التي باتت لصيقة باسمه وصارت تستحق مسمى ( الحمى الترامبية). فقد ثبت تغلغلها حتى نخاعه الشوكي وتلافيف دماغه ..لذا نتمنى له الشفاء منها.