أيام قليلة مضت على اتفاق العار والذل، الذي وصمت به الإمارات العربية المتحدة نفسها قيادةً وتاريخًا وشعبًا. اتّفاق الذل، الذي برره أولاد زايد على أنّه لمصلحة السلام والقضية الفلسطينية هو أبعد ما يكون عن المصلحة الفلسطينية، وأبعد ما يكون عن الإجماع الشعبي العربي والإسلامي، هو الاتفاق الذي سيذكره التاريخ ويبقى وصمة عار على جباه أبناء زايد إلى أبد الآبدين.
والطامة الكبرى أن هذا الاتفاق ما كان ليكون لولا أيدٍ فلسطينية دحلانية دنسة، باعت نفسها وشعبها وتاريخها وقضيتها لأبناء زايد ومن خلفهم بني صهيون مقابل حفنة من الدولارات. هؤلاء ومن لف لفهم من خونة فلسطين والقضية الفلسطينية، يحاولون اليوم الوصول إلى سدة الرئاسة الفلسطينية، وكأنّ الشعب الفلسطيني من الممكن أن يقبل أن يؤتمر ويرتهن لهذه القيادات النجسة. لكن من تعلم أن يبيع نفسه بالدولار يخيل له أن شعب الجبارين الذي يناضل ويقاوم منذ العام 1948، عام قيام الكيان الصهيوني، يقبل أن يُباع ويشترى في بازار السياسية كما رضوا هم أن يباعوا في سوق النخاسة والزنى لأبناء زايد.
خيانات عربية بالجملة
لم تمض أيام قليلة على خيانة أبناء زايد حتى بدأت الحقائق تتكشف، فالخيانة لم تقف عند أبناء زايد بل تعدتها إلى خيانة بحرينية بعدما ارتضت البحرين أن تمر الرحلات الجوية التابعة للكيان الصهيوني في أجوائها. وكيف لا تكون خيانة وهي تأتي من نغل بحريني آكل للحوم البشر، فهو من أشباه الرجال ولا رجال، وهو من صنف البشر وليس ببشر، ليس فيه من شهامة العرب شيء، وليس فيه من شهامة البدو شيء، وليس فيه من قوة الفرسان شيء.
خيانات يقابلها إجماع فلسطيني
الخيانات العربية قابلها إجماع فلسطيني تحت راية الاجتماع الوطني الذي ضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيروت ورام الله بالتزامن، وتمخض عن الاجتماع مقررات غاية في الأهمية يأتي في مقدمها تشكيل لجنة وطنية لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة، ولجنة لتقديم رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق إنهاء الانقسام الفلسطيني. كما تمخض عن الاجتماع دعوة من القيادة الفلسطينية إلى التصدي بكل قوة لمخططات تصفية القضية الفلسطينية والتأكيد على إقامة الأراضي الفلسطينية على كامل الاراضي المحتلة وعاصمتها القدس مع الـتأكيد أن لا دولة فلسطينية بدون غزة، هذا في الشكل.
أما في المضمون فقد خلصت القيادة الفلسطينية الى إعطاء الشعب الفلسطيني الحق في ممارسة كافة الأساليب النضالية الرافضة لكل المشاريع التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، ما يعني أن الغضب الفلسطيني الشعبي سيبدأ قريبًا ليهد عروش الطغاة فوق رؤوسهم من داخل بلدانهم، وليهدم الهيكل فوق رؤوس المتآمرين من العرب والفلسطينيين.
وفي المضمون أيضًا أن مرحلة الخيانة الإماراتية سيقابلها استفاقة فلسطينية وعربية وإسلامية استفاقة، وتشكيل للجان شعبية ومقاومة وطنية فلسطينية وعربية ستبدأ بعملياتها من داخل الأراضي المحتلة وخارجها، لتمتد إلى الاقتصاص من الدول التي ارتضت الخيانة والمذلة لنفسها وطبعت مع العدو الصهيوني.
إنَّ غدًا لناظره قريب
شعب فلسطين لا يلوم من طبع مع الصهاينة، ولا يلوم من شتم فلسطين وشعبها، لا يلوم من باع وطنه، لا يلوم أبناء زايد الذين ارتضوا لنفسهم ان يوقعوا اتفاقات الذل والعار، والتي يتحضر لها بعض العرب. فهذا خيار شخصي وسيادي كما يقولون، فمن عقر دارهم سيرد عليهم الشعب الفلسطيني، ومن داخل عائلاتهم سيخرج رجال ينفذون فيهم القصاص العادل. وإن غدًا لناظره قريب.
بقلم: رامي عيشة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها