في أقل من أسبوع خرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب ليتظاهروا ضد حكومة نتيناهو وغانتس، رغم الإغلاق الكامل الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية على شعبها الاسرائيلي في محاولة فاشلة حتى الآن في السيطرة على فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وحتى هذه اللحظة من الصعب أن نحدد من هو الكاسب من الحليفين اللدودين، هل هو نتنياهو أم هو غانتس، ولكن كلا الحليفين اللدودين خاسر للرهان أمام كورونا فايروس، لأن أرقام الاصابات والوفيات تتصاعد منذرة بما هو أخطر، ولجوء نتنياهو إلى التخفيف التدريجي ليس دليلاً على قرب السيطرة على الوباء، الذي يقول كثير من المسؤولين في العالم إن الوضع بعد كورونا ربما يكون أصعب من الوضع في وجوده، بسبب التدهور الاقتصادي المتصاعد بسرعة أكثر من زمن الكساد الكبير وخاصة عند الدولة الأكبر والأقوى وهي الولايات المتحدة الموجود في بيتها الأبيض رئيس عجيب وعدواني من طراز فريد وهو دونالد ترمب الذي بعد وصوله إلى البيت الأبيض بقليل فتح معركة قاسية وصاخبة مع الشعب الفلسطيني وكل مفردات قضيته العادلة وثوابته المقدسة، فكل مفردة من مفردات قضيتنا نالها من الأذى الكبير الذي يصل إلى حد الاضطراب العقلي بل الجنون المطبق، القدس، اللاجئون والوكالة الدولية التي أنشئت خصيصا لهم وهي "الاونروا" التي استهدفها دونالد ترمب بعقوباته، والمساعدات من أميركا التي تخلت عن دورها وخرجت من دورها الذي كانت تنتابه الشكوك دائما من قبل القيادة الفلسطينية وشعبها الشجاع، والآن، في هذه اللحظات الساخنة جدًا في الحرب الطاحنة التي يخوضها الجميع ضد فايروس كورونا، فإن ادارة ترمب في انتظار اختبار قاسي بشأن موقفها من قرارات ضم أراضٍ جديدة في الضفة الغربية، والذي يعتبر نتنياهو نفسه هو البطل لأنه جعل حليفة اللدود بني غانتس يزحف على بطنه لكي يصل تحت أقدام نتنياهو، وسياسات نتنياهو المعلنة في ضم الضفة الغربية، والذي يتباهى بالقول إن ترمب سيرحب بقراره بشأن الضم، والدليل أن غانتس اختار هذه اللحظة الحرجة ليعلن انضامه الى برنامج نتنياهو لأنه يتوهم أن هذا سيجعله ذا قيمة أكبر لدى الزعيم الذي يوشك أن يدخل في حرب أهلية في أميركا وهو أصلاً لم يترك أحدًا في الدنيا إلا ودخل معه في عداء مكشوف وحرب مشرعة سواء كان هذا الأحد دولة كبرى ذات طموح مشروع للصعود الى قمة النظام الدولي أو طرق حماية مثل منظمة الصحة العالمية التي يتهمها اشد الاتهامات، وقطع مساعدات أميركا لها، ولا أحد يعرف إلى أين ينتهي المطاف.

شعبنا الفلسطيني وعلى رأسه قيادته، يحظى بِاحترام شديد على الصعيد الوطني وعلى الصعيد العالمي، لأنه ضمن إمكانياته يتصرف بِحكمة وشجاعة تثير الإعجاب، وهو قال كلمته الفصل في موضوع الضم الذي يهرب إليه الاسرائيليون هربا من مأزقهم، أينما ولوا وجوههم سيجدون شعبنا واقفًا لهم بالمرصاد، إن إسرائيل كلها في لحظة الانتظار الحرجة، لعل يوافق لهم ترامب، فينطبق عليه التهديد الفلسطيني بالخروج من كل الاتفاقات مع إسرائل وأميركا؟؟؟ السؤال سنعرف إجابته قريبا، وكل خطوة لها تداعياتها، وشعبنا وعلى رأسه قيادته الشرعية قاطع كالسيف في الخيار الذي سيأخذه، وكم مررنا بلحظات صعبة، ولكن خيارنا الفلسطيني كان دائما هو تحمل المسؤولية مهما كانت صعبة أو عدم مغادرة الميدان.