سنفترض أن ما قالته حركة حماس عن بيت المواطن سلطان محمد الأسطل في خان يونس بأنه متعدٍّ على أملاك حكومية، وأنه بني بغير ترخيص– وهذه ذريعة اسرائيلية خالصة – ولهذا أحالته جرافاتها الى كومة من الركام!!

نقول سنفترض أن ما قالته حماس بهذا الشأن صحيح، غير أن هذه الصحيح!! وفي هذا الإطار، ليس غير العذر الذي هو أقبح من الذنب، فليست لحماس أيّة سلطة شرعية، أو أيّة مكانة قانونية، في قطاع غزة المكلوم، تسمح لها بالوصاية على الأملاك الحكومية أو التصرف بها، فهي ليست غير سلطة الأمر الواقع التي تفردت بها، بعد انقلابها العسكري الدموي على الدستور والشرعية الوطنية!!

دحض المواطن المنكوب سلطان الأسطل، وهو والد الشهيد محمد الأسطل، دحض بالصوت والصورة إدعاء حماس وذريعتها، مؤكدا ملكيته الشرعية للأرض، التي ورثها أبوه عن جده منذ 150 عامّا، والتي أقام عليها بيته، وهي الأرض التي نازعه عليها الاستيطان الاسرائيلي، ولم يستطع معه شيئًا، بصموده الذي أفشل كل ما حاوله هذا الاستيطان، قبيل اعادة الانتشار لجيش الاحتلال، من محيط قطاع غزة، وهي العملية الاسرائيلية، التي استهدفت أن تستفرد حماس بحكم قطاع غزة، وعلى نحو انفصالي، لتدمير المشروع الوطني التحرري، مشروع دولة فلسطين، من رفح حتى جنين، بعاصمتها القدس الشرقية، ولم تترد حماس في خدمة هذا الهدف الاسرائيلي، حين أقدمت على ارتكاب جنايتها، بالانقلاب العنيف على الدستور وسلطته الشرعية، والتي لم تزل ترفض وتتصدى لاية محاولة لانهاء الانقسام البغيض، بما يؤكد حرصها على الانفصال، والذي صفق له نتنياهو كثيرًا بِكونه الذي يمنع قيام دولة فلسطين المستقلة .

لم تعد حماس، وبحكم هذا الانقلاب، غير جماعة خارجة عن القانون، أخذت وما زالت تأخذ بأجهزتها القمعية ومليشياتها المسلحة، قطاع غزة المكلوم رهينة لديها، وليس للرهينة غير العذابات، ومن صنوف شتى، ليس أقلها هذا التنمر المريض على المواطن سلطان محمد الأسطل، التنمر المسلح الذي أحال بيته، وبيت أبيه وجده، إلى كومة من الركام، والذريعة ليست غير ذريعة اسرائيلية، البناء بدون ترخيص!!

بيت المواطن سلطان الأسطل، ليس أول بيت تهدمه حماس، فقد سبق لها أن هدمت العديد من البيوت في منطاق مختلفة، من القطاع المكلوم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هدمت جرافات حماس، وبنفس الذريعة، وحسب شهود عيان، ما بين ثلاثين الى أربعين منزلًا جنوب رفح عام 2010، فيما استولت على أراض حكومية ووزعتها على عناصرها القيادية!!

وليس للرهينة في خضم ذلك، وإذا ما توجعت وناحت غير الاعتقال، ومنهم حتى الآن الكاتب عبد الله أبوشرخ، وعشرات من كوادر فتح، وآخرين من نشطاء الحرية، وأنصار الحق والعدل والكرامة.

وبالطبع ليس في كل هذا الذي تفعله حركة حماس، سوى الظلم الذي لن يكون باستطاعته ان يقيم دولة، أو يشرعن سلطة، وفي التزيل الحكيم "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون" صدق الله العظيم.