لا أتفق مع هؤلاء النواحين البكائين من أولاد عمومتنا على أوضاع الفيلا في صحراء الشرق لأن الانتخابات البرلمانية ستجري للمرة الثالثة في خلال عام واحد، وهذا يعني انشغال السيدين ترامب وبوتين وعدد من أصحاب الجلالة والسمو بها.
يزعم النواحون أنها سوف تكلف الدولة 750 مليون شاقل وأن عطلة يوم الانتخابات تكلفها مليارد شاقل. وأنا يا سيداتي سادتي "طلطميس لا يعرف الجمعة من الخميس" كما كان يصف معلم الدين الطلاب النجباء من أولاد صفي. صدقوني بأنني لا أفهم هذه الحسابات ولا أعي هذه الأرقام الضخمة، فأنا مثل ذلك الجندي البدوي الذي كان في جيش سعد بن أبي وقاص رحمه الله وعثر على جوهرة في قصر فارسي فباعها بألف دينار، وعندما لاموه على ذلك السعر القليل تساءل مستغربا: وهل هناك رقم أكثر من ألف؟
وكي يقنعوا الساذجين منا يدعون بأن هذه الأموال تكفي لبناء وتجهيز مستشفى كبير يحل ضائقة العجائز المرميين في ردهات المشافي مثل سقط المتاع، وأنها تغطي ثمن الأدوية للأمراض المزمنة وغير ذلك، وينسون أن ثمن طائرة حربية أمريكية يفوق هذا المبلغ، وأن تكاليف نقطة استيطانية أكثر من ذلك... وماذا مع طائرة الرئيس أبي يائير؟
وأما أنا ومثلي عديدون فنرحب بالانتخابات ونتمنى أن تكون فصلية كي نتسلى باستطلاعات الرأي اليومية في الصحف الكبرى وفي قنوات التلفزة وننتظر تحليل السيد فوكس والسيدة تسيمحو... ونشاهد على الشاشة الصغيرة خبراء حزبيين وخبراء انتخابات وخبراء إحصاء وسياسة وخبراء حيص بيص ولا ندري من أين حصلوا على شهادات الخبرة. أليس هذا من فضل الانتخابات؟
نعم. نريد الانتخابات كي نرى صراع الثعالب والذئاب على من يضم غور الأردن، ومن يبلع أكثر من المنطقة سي والمنطقة بي والمنطقة أيه. وهل بقيت مناطق لم تبلع بعد كي يتحدثوا عن مسيرة السلام وحل الدولتين!؟
أجل. نريد انتخابات كي يعرفوا أهميتنا نحن عرب 48 أو عرب الداخل أو عرب "بسيدر" ويخوفوا أولادهم بنا: "أجاك العربي أجاك الغول" فهل هذا قليل!؟
بلى. نريد انتخابات كي ننجب أحزابا وقوائم انتخابية جديدة ذات أسماء جميلة ويرأسها أناس يشار إليهم بالبنان على الرغم من أنهم لا يتقنون العمليات الحسابية الانتخابية فنحن شعب يحب التعددية ويسعى الى المجد والعلا.
نريد انتخابات كي نستفيد "قرشين حلال زلال" من فوق الطاولة أو من تحتها ثمن فنجان قهوة لأن أصوات العائلة والحمولة في الجيب.
نريد انتخابات حتى يستفيد المقصف والسيارة ومحطة الوقود والمهرج والطباخ والاعلامي والاعلاني و... لا تؤاخذوني ان نسيت أحدا فعندما يأتي الخير يستفيد الجميع!
يا رب يا كريم يا رحمن يا رحيم شتي على بلادنا انتخابات كي تطولنا طرطوشة، ولو فنجان اسبرسو، لأن لقية الفقير اما خرزة واما ودعة. وأنا قنوع والقناعة كنز لا يفنى. والمهم أن نتسلى فالمسرحية مشوقة ومجانا.
قولوا معي.. يا رب تشتي انتخابات!!!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها