تقرير: وعد الكار

تعكف وزارة الزراعة، هذه الأيام، لصياغة قانون حماية الطبيعة بما يتواءم والاتفاقات الدولية التي تهتم بحماية الطبيعة، وأهمها الاتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي.

هذا ما أكده مدير عام المصادر الطبيعية في سلطة جودة البيئة عيسى موسى، الذي دعا المواطنين الى ضرورة المحافظة على التراث الطبيعي الفلسطيني من حيوانات وطيور ونباتات، مشدداً على أهمية التبليغ عن أي اعتداءات على الطبيعة لما فيها من حماية للتنوع الحيوي الفلسطيني.

وقال، إن طواقم سلطة البيئة تتواصل في كل محافظات الوطن وتنفذ حملات تفتيشية ورقابية لضبط مثل طيور وحيوانات برية من أجل الحفاظ على التنوع الحيوي.

أقوال موسى جاءت بعد ضبط سلطة جودة البيئة طائر "بومة نسارية" في بلدة حلحول شمال الخليل، والذي يعد من الطيور الجارحة والمهددة بالانقراض، واسمه العلمي "Bubo bubo" حيث نقلته "جودة البيئة" إلى متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي في بيت لحم للحفاظ عليه وتقديم الرعاية الصحية له، بعدها يتم تحجيله ومن ثم إطلاقه للطبيعة كغيره من الطيور البرية التي يتم التعامل معها بنفس الطريقة.

ويؤكد مدير عام المصادر الطبيعية على "أنه وفق المادة رقم 41 من قانون البيئة رقم 7 لسنة 1999 يُحظر صيد أو قتل أو امساك الطيور أو نقلها أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة، كما يحظر إتلاف أوكارها أو إعدام بيضها".

وأضاف أنه في حال إمساك أي طائر من الطيور الجارحة أو البرية يتم مصادرتها، ويتم عمل محضر ضبط بوجود المفتشين والشرطة البيئية، ثم يتم تقييم حالة الطير الصحية، ويتم تحويله إلى متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي، أو مركز التعليم البيئي أو جمعية الحياة البرية، مشيراً إلى أنه يتم التواصل مع دوائر البيطرة التابعة لوزارة الزراعة في حال حاجة الطائر أو الحيوان البري لرعاية صحية من خلال اتباع المعايير الدولية التي وضعتها المنظمة العالمية لحماية الطيور، ومنظمة الاتحاد العالمي لصون الطبيعية.

وأوضح أن هناك طيورا برية مهددة بالانقراض أهمها: الصقر الذهبي، النسر المصري، النسر الأسمر، ونسر بونلي، والعويشق، والدراج الأسود، والوروار الخد الأزرق، مؤكداً أنه يتم ضبط أكثر من 20 طائرا شهريا ويتم التعامل معها.

رئيس وحدة إعادة تأهيل الحيوانات والطيور البرية المصابة في متحف فلسطين للتاريخ الطبيعية، الياس حنضل قال بدروه، إنه من المهم دراسة التنوع الحيوي الموجود في فلسطين، ولكن يواجه هذا المجال عدة صعوبات أهمها: نقص الخبرات وقلة المختصين في مجال بيطرة الحيوانات البرية، وقلة الوعي بين المواطنين وظنهم أن بعض الطيور تجلب الحظ السيئ، وهو يتطلع إلى إنشاء مركز على مستوى فلسطين لإعادة تأهيل الحيوانات البرية ذات معايير دولية، داعياً لدراسة تخصصات يحتاجها سوق العمل في عالم الحياة البرية، كعلم الحشرات وعلم بيطرة الحيوانات البرية.

وقال مدير مركز التعليم البيئي سيمون عوض، إن المركز هو  الأول فلسطينيًا في مجال مراقبة الطيور وتحجيلها ودراستها، وهو العضو العربي الوحيد في منظمة الطيور الأوروبيةSEEN ، كما ساهم في تدشين محطات طيور عربية، ويجري دراسات وأبحاثا متقدمة، كما أصدر كتبًا عن طيور فلسطين ومناطقها، وتنقل بين المحافظات الفلسطينية في مراقبة الطيور وتحجيلها، ويحوي مقره في بيت جالا متحفاً للتاريخ الطبيعي يضم أكثر من 2500 عينة.

وأضاف، أن تحجيل الطيور التي تتم في المركز هي الإمساك بالطائر بطريقة علمية، وتحديد نوعه، وقياس وزنه، ونسبة الدهون في جسمه، وطول أجنحته، ووضع حلقة معدنية على رجله اليسرى تحمل اسم فلسطين، وتدوين المعلومات الخاصة به في سجل إلكتروني قبل إعادة إطلاقه. وتوضع  البيانات في الشبكة الدولية للمعلومات، قبل أن يُطلق الطائر، بعد توثيقه بالصور.

مؤكدا أن تحجيل الطيور باسم فلسطين يحمل رسائل للعالم أجمع باهتمامنا كفلسطينيين بالحياة البرية وخاصة الطيور التي تعبر الحدود بلا تأشيرة سفر، فيَصِل اسم دولتنا لمختلف أصقاع الأرض.