ربما للوهلة الأولى ومن أطراف عدة تسمع قولاً مفاده ما قيمة هذا القرار؟ وربما نجد مبررًا لمثل هكذا سؤال، وربما من حقهم أن لا يأخذهم الأمل إلى أبعد من هذا بمعنى أن تبقى القصة قرار من قرارات كثيرة لم تنفذ قط.
التزام إسرائيل من عدمه واعتراف إسرائيل من عدمه في اختصاصات المحكمة لا يفيدها، لأنها أدينت ليس هذا فقط بل إن أكبر شخصياتها أصبحت مطلوبةً وملاحقةً من قبل عشرات الدول خاصة في أوروبا في حال تواجدهم في أماكن نفوذهم.
قرار مهم وقوي وصادم وغير متوقع إسرائيليًا وهستيريًا من خلال ردود الفعل الإسرائيلية سواء الحكومية أو المعارضة التي اتفقت كلها على مصطلحات مفادها أن ما حدث لا قيمة له وأن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها وأنها ستستمر وإن ما حدث عار وأن ما جرى مكافئة للإرهاب حسب وصفهم وأن ما جرى هو محاربة للسامية
(هم أبعد ما يكون عن السامية فالساميون الحقيقيون هم نحن).

محاربة رئيس المحكمة الجنائية من نتنياهو  وحديثه بأن ما جرى هو محاربة للدول الديمقراطية لا يخرج عن كونه خشية حقيقية من إصدار أوامر اعتقال للمزيد من المسئولين في الجيش الإسرائيلي.
على أي حال دعونا نقول إن هستيرية الولايات المتحدة وإسرائيل تجعلهم في زاوية غير أخلاقية ومنبوذة حتى وإن لم يعتقل هؤلاء الأفراد وهناك سؤال مفاده هل مذكرة اعتقال بوتين الرئيس الروسي مقبولة للولايات المتحدة لأنه ارتكب جرائم حرب كما تدعي أميركا في حين أن إسرائيل لا يمكن وغير مقبول الاقتراب منها رغم ارتكابها مجازر ومذابح وإبادات جماعية بحق الفلسطينيين. 
القرار جيد ويجب البناء عليه وعلينا العمل على عزل إسرائيل أكثر فأكثر، ويجب العمل على أساسه بشكل أكثر فعالية. وإن حالة الجنون التي يعيشها الكيان والولايات المتحدة هو تعبير حقيقي عن حالة الغضب التي ستجعل الولايات المتحدة جزء من انعكاس تلك القرارات عليها.