رغم أنّ الجريمة والعنف مستفحلة منذ فترة طويلة في المجتمع العربي في البلاد، ومطالبة الشرطة الإسرائيلية بجمع السلاح غير المرخّص منذ سنوات، إلا أنَّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، دعا الآن فقط إلى عقد اجتماع طارئ مع قادة الشرطة، في أعقاب إعلان الإضراب الشامل في المجتمع العربي، اليوم الخميس، احتجاجًا على سياسة وزارته والشرطة الإسرائيلية التي تشجع على استفحال الجريمة والعنف وعدم مواجهتها.
وقال بيان صادر عن مكتب إردان إنَّ ضباط شرطة يستعرضون في "الاجتماع الطارئ"، اليوم، خطوات وخطط "ستتم ممارستها فورًا من أجل مواجهة تصاعد العنف وجرائم القتل في البلدات العربية"، والتي حصدت أرواح المئات من المواطنين العرب في السنوات الماضية. وأعلن إردان عصر اليوم عن أنه سيجنّد "سرية حرس حدود في الاحتياط للوسط العربي".
واعتبر إردان، حسب البيان، أنَّ "الوضع في الوسط (العربي) اليوم هو حالة طوارئ وعلى الشرطة ممارسة كافة قدراتها ومحاربة العنف في الوسط العربي مثلما تحارب الإرهاب بالضبط. وهذا إرهاب جنائي يمس بالجمهور الواسع وينبغي اجتثاثه". ويشار إلى أنَّ استخدام كلمة "إرهاب" في تصريحات إردان تأتي على خلفية أن الحديث يجري عن المجتمع العربي، إذ إنَّ إردان لا يصف الجريمة في المجتمع اليهودي على أنها "إرهاب"، وإنما صراع بين مجرمين، وحتى أنه يرفض وصف اعتداءات يهودية ضد العرب على خلفية عنصرية، مثل جرائم "تدفيع الثمن"، بأنها إرهاب.
وزعم إردان أنه "أتوقع من الشرطة أن تفعّل وحداتها الخاصة ولاهف 433 (وحدة محاربة الجريمة والإجرام المنظم) من أجل اجتثاث المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي وتعزز الدوريات في البلدات العربية من أجل القيام برد سريع ضد أي حادث عنف".
وادعى إردان إنه يريد التعاون مع قادة المجتمع العربي. "أدعو من هنا القيادة العربية، الأئمة، رؤساء السلطات المحلية وأعضاء الكنيست، إلى الترفع عن الخلافات في الرأي بيننا، والانضمام إلى النضال والعمل معنا وسوية مع الشرطة، من أجل تحقيق التغيير المرجو في المجتمع العربي". ويحاول إردان بأقواله هذه أن يخفي سياسته وسياسة شرطته العنصرية تجاه المواطنين العرب، والمعروفة للجميع، بعد أن اتهم المجتمع العربي كله بإشعال متعمد لحرائق اندلعت في البلاد قبل سنوات، وثبت أن لا علاقة للعرب بها.
وتابع إردان أن "الحديث يدور عن تغيير في إنفاذ القانون والردع، الذي نعمل باسمه"، حسب زعمه، "ولكن الحديث يدور أيضًا عن تغيير داخلي في المجتمع العربي" في تلميح مرفوض، وكأن العنف والجريمة هي من طبيعة المجتمع العربي. ويذكر أن الشرطة الإسرائيلية امتنعت عن فك رموز عشرات كثيرة من جرائم القتل في المجتمع العربي، ما يشكل تشجيعا على ارتكاب هذه الجرائم لحل أية خلافات، بينما عندما يكون الضحية يهوديا، مثلما حدث في قضية قتل يهودي في منطقة كفر قاسم، تكشف الشرطة عن القتلة خلال وقت قصير جدًّا.
وحسب زعم إردان، فإنَّه "وضعت كسياسة محاربة الجريمة والعنف في المجتمع العربي على رأس أولويات الشرطة ووزارة الأمن الداخلي، ويتم استثمار موارد عالية وغير مسبوقة من أجل ذلك، في السنوات الأخيرة، لكن توجد فجوة تاريخية من عشرات السنوات التي حاولنا إغلاقها وينبغي القيام بذلك بالتعاون وبصورة ملحة لأن الحديث عن حياة بشر".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها