المسؤولون عن الدعاية والإعلام في (حزب التحرير الإسلاموي) طمسوا وجوه النساء في صورة صحفية التقطت أثناء اجتماع الائتلاف النسوي للعدالة والمساواة "إرادة" مع رئيس الوزراء د.محمد اشتية.
صورة الوجوه المطموسة للمرأة الفلسطينية التي وضعت مع خبر موقف حزب التحرير من نية الحكومة الفلسطينية العمل على قانون يرفع سن الزواج الى 18 عامًا لخصت منهج الحزب العنصري على أساس الجنس وتحديدًا في هذا المقام رؤيته الظالمة للمرأة.
بحثنا حتى تمكنا من الوصول الى (كمائنهم الاعلامية)، فنحن لم نشأ الاكتفاء بما اوردته وسائل اعلام عن موقفهم، فدخلنا الى وسيلتهم الالكترونية موقعهم على الشبكة العنكبوتية (الانترنت)– بالمناسبة هذه الشبكة اخترعها (الغرب الكافر) أي ذات الغرب الذي يتهمون السلطة الوطنية الفلسطينية بتقليده، فعنوانهم كان التالي: "رفع سن الزواج إلى 18 عامًا تقليد للغرب الكافر وإفساد في الأرض"!!
يتحدثون عن المرأة (الانسان الأنثى) وكأنها (سلعة) مادية اشتروها وباتت ملكهم، وفي احسن الأحوال يعتبرونها مخلوقا بشريا درجة ثانية تابعا، لا استقلال لكينونتها الانسانية، كاستقلالية المرء (الانسان الذكر)، فهم لا قدرة لهم على استيعاب فكرة المساواة والعدل بين الجنسين من أبناء آدم.
يصادرون عقلها وإرادتها وعواطفها، وتحتكر ذكوريتهم سلطة الحديث نيابة عنها، يستبيحون كتاب الله وأحاديث رسوله، ويذهبون في التفسير بما يلبي رغباتهم الدنيوية الجسدية المادية، وكأن فكر الإنسان توقف عن النمو والإبداع والتطور، وبهذه الجزئية بالذات يحاولون سلب مئات ملايين المسلمين في العالم مبدأ الانتماء لأمة الإنسان الحضارية.
يعتقد هؤلاء أن المرأة سبب الفساد الاجتماعي، وتظهر في مقولاتهم اعتقاداتهم مهما حاولوا سترها أو الإيحاء بنصرتها، ويمكننا قراءة ذلك في بيانهم حيث جاء فيه: "إنّ حرص المؤسسات النسوية والسلطة على رفع سن الزواج للمرأة إلى 18 عاما ليس غايته قطعا مصلحة المرأة المسلمة ولا الحرص عليها وعلى الأسرة، بل مرده إلى تلبية أوامر الغرب في حربه على المرأة المسلمة من أجل إيجاد وتشجيع كل أشكال الفساد في بلاد المسلمين".. ما يعني في قراءتهم الرغبوية السلطوية أن القوانين التي تضمن حق المرأة وسلامتها الصحية والنفسية، وتضمن مؤسسة زواج ناجحة قدر اللإمكان هي حرب على "المرأة المسلمة"، وأن هذه الحرب المدفوعة التي هي تلبية "لأوامر الغرب" ستضعفها وتجعلها أرضية خصبة للفساد، فبدت وكأنها لاتحتمل الصبر على تلبية رغبة جسدها لمجرد بلوغها مرحلة الحيض وأن تأخير زواجها حتى تبلغ الـ18 عاما وتشريع ذلك في القانون هو السبب الذي سيجعلها "مشجعا على انتشار الفساد في بلاد المسلمين"!! كما ورد في بيانهم!!!. وكأن المرء (الذكر الفاسد) أصلاً في أخلاقه وسلوكه لا علاقة له في الفساد الذي يتحدثون عنه!!.. حتى لو كان متزوجا منذ بلوغه "الاحتلام" وصار في نظرهم رجلا، أو بلوغه الـ15 عاما وهو الحد بين الصغير والكبير كما ادعوا في بيانهم!!.
لاحظوا تفننهم في السيطرة على وعي البسطاء من الناس، لأخذهم إلى حيث يشتهون، ففي ذات البيان الذي اتهموا فيه "المؤسسات النسوية والسلطة بتقليد الغرب والسير وراءه شبرا بشبر وذراعا بذراع واعتبروا ذلك "تجاوزا لشرع الله ونشرًا للشر والفساد بين العباد" في ذات هذا البيان كتبوا التالي: "والإسلام حدد سن الحيض باعتباره سن البلوغ والتكليف بالنسبة للمرأة، وبالنسبة للرجال فإن الاحتلام هو علامة البلوغ... والبالغ العاقل مكلف بالأحكام الشرعية وعليه التقيد بها لما يترتب عليه من ثواب وعقاب" وهنا يستخدمون العقاب كترهيب فيما اذا رفضت قاصر الزواج لأنها بذلك – حسب مفاهيمهم المخالفة أصلا لمنطق ومبادئ الإسلام - تخالف الأحكام الشرعية !! وهم يقصدون الفتاة (الأنثى) ولا يقصدون الفتى الذكر لأن توجهاتهم الذكورية مركزة على (متعة الجنس) بدون اعتبار لمسألة النضج في الجنسين لذا كتبوا في بيانهم:" وأما النضج فله علامات وأمارات متصلة بالعقل أو الجسم، فهناك من بلغ العشرين ولا تراه ناضجا، ولذلك لم يجعل الإسلام النضوج شرطا في صحة عقد الزواج " فعن أي امرأة مسلمة أو أسرة إسلامية يتحدثون ؟! فما نسمعه منهم ونقرأه في أدبيّاتهم ما هو إلا تعاميمهم ومفاهيمهم كحزب، وهذه لا صلة لها بكتاب الله (القرآن الكريم) ولا بأحاديث وسنة الرسول الكريم محمد بن عبد الله (ص) ولعلهم لم ينتبهوا عندما أشاروا إلى العقل والجسم كعلامات على النضج !! إلّا إذا أرادوا تحويل مجتمع الإنسان الى مجتمع حيواني يتكاثر لحفظ النوع بدون توفر شرط النضج، رغم أن الشرائط الوثائقية عن عالم الحيوان تثبت عكس ما كان سائدا لدى الناس في موضوع التكاثر والتناسل، فالنضج ضروري حتى لدى المخلوقات الدنيا ( الحيوانات والحشرات وغيرها ) لضمان النوعية، فكيف ونحن نتحدث عن زوجين لم يبلغا النضج العقلي والبدني (الجسدي) ونطلب منهما أن يكونا أسرة لتكون لبنة قوية في بناء المجتمع ؟! إلا اذا كانت تلبية رغبة الناضجين بدنيا وماديا من أجساد الفتيات (بالغات الحيض) فوق كل اعتبار، ودافعهم لتأليف (شرع عصابي حزبي) ينسبونه ظلما لله سبحانه وتعالى، والله ورسوله بريئان مما يقولون ويفعلون.. وهذا هو الفساد بعينه ولو قرأوا القرآن لرأوا صورتهم في آياته العظيمة التي تتحدث عن فسادهم وإفسادهم، ويكفي القول أنه لا افسد ممن حبس كلام الله ورسالته للناس في دائرة حزب، لأنهم بذلك يجعلون من انفسهم أربابا يستخدمون كلام الله لإرضاء نزواتهم وبلوغ مآربهم الدنيوية السلطوية، فابتدعوا الحيض والاحتلام كمعادلة للزواج، وبذلك نسفوا فكرة الزواج من أساسها.