آخر صرعات موضة صفقة القرن، هو اقتراح كوشنير بعقد مؤتمر دولي في كامب ديفيد يحضره القادة العرب ونتنياهو لعرض صفقة القرن عليهم، وأنّ المؤتمر سيُعقَد قبل الانتخابات الإسرائيلية. ولا يخفي كوشنير هدفه المباشر والأهم عندما يقول إنَّ هذا المؤتمر سيكون مفيدًا لكلٍّ من ترامب ونتنياهو بفوزهم في الانتخابات في البلدين، وبهذا المعنى فإنّ المؤتمر هو مجرّد مهرجان انتخابي يسهم في إنجاح هذين اليمينيين العنصريين.
ولا ندري هنا من سيحضر هذا المؤتمر الدولي غير الولايات المتحدة وربما بعض الدول العربية و(إسرائيل)، ربما بعض الجزر المغمورة في المحيط الهادي، الثلاث أو الأربع التي عادة ما تصوّت مع واشنطن وتل أبيب في الجمعية العامة للأمم المتحدة كي لا تبدوا معزولتين عن العالم أجمع.
ولكي نختصر الوقت والطريق على كوشنير فإنّ فلسطين ونعتقد الدول العربية لن تحضر مؤتمرًا دوليًّا إذا لم تكن مرجعياته هي مرجعيات عملية السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الشأن، كما يجب أن تحضره الدول الخمس دائمة العضوية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتمثيل معقول للدول الأساسية في العالم.
وعلينا أن نتذكّر هنا موقف القيادة الفلسطينية التي ترفض أن تنفرد واشنطن كوسيط في أي مفاوضات مقبلة وهو الموقف الذي اتخذته بعد إعلان ترامب أنّ القدس عاصمة لدولة الاحتلال. ونذكر كيف كان الرئيس أبو مازن يستخدم نموذج الملف النووي الإيراني ويقول خمسة زائد واحد أو ستة أو سبعة، بالإضافة للدول العربية كصيغة دولية ترعى المفاوضات ولكن لن نقبل بواشنطن وسيطًا منفردًا بعد اليوم.
وبما يخص مؤتمر كوشنير، أو مهرجانه الانتخابي فان فلسطين لن تكون رقمًا لا في حملة نتنياهو ولا في حملة ترامب، ولا نعتقد أنّ للعرب مصلحة في أن يكونوا كذلك، وإلّا تحوّلنا إلى قطيع غنم عند كوشنير وعمه ترامب.
ولكي لا نبدو عدميين أو تصنفنا إدارة ترامب بأنّنا لسنا شركاء في عملية السلام، فنحن نريد مؤتمرًا دوليًّا غير مرهون بانتخابات، وإنَّما بهدف تحقيق سلام عادل وشامل ودائم، مؤتمر يتمتّع بمصداقية في طبيعة الحضور والمرجعيات. كما نُصِرُّ على ألّا نتدخّل بالشؤون الداخلية لأي أحد، أو أن نكون ورقة بيد هذا الطرف أو ذاك، باختصار فلسطين وشعبها يريدون الحرية والاستقلال ويريدون العدل وهذا لن يجلبه مؤتمر كوشنير الانتخابي غير واضح المعالم.