مقارعة الفلسطينيين للاحتلال بدأت منذ الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1917، ومنذ ذلك الوقت تعددت أشكال النضال ما بين مقاومة مسلحة وانتفاضات وهبات شعبية سلمية، شكلت بمجملها كلا واحدا متكاملا في مسلسل نضال شعب في سبيل التحرر والانعتاق من الاحتلال.
ومن بين خمس حروب عاشها الشعب الفلسطيني، وثماني انتفاضات، وعشرات الهبات الشعبية، يأخذ تحرك أبناء شعبنا ضد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، موقعا ورقما جديدا يضاف إلى هذه المسيرة المتواصلة.
فمنذ إعلان ترمب المشؤوم، إلى اليوم استشهد ما يقرب من الـ30 مواطنا، وجرح نحو 7 آلاف، واعتقل 1000 آخرون، رغم أن هذا التحرك اتخذ طابعا شعبيا وسلميا.
وفيما يلي أبرز هذه المحطات منذ الانتداب وحتى اليوم:
الحروب:
- حرب عام 1948، التي أسفرت عن نكبة الشعب الفلسطيني واحتلال 80% من مساحة فلسطين التاريخية وتشريد 60% من سكانها.
- حرب عام 1967، التي أسفرت عن ما عرف بالنكسة واحتلال باقي فلسطين.
- عدوان كانون الأول/ ديسمبر 2008 على غزة، الذي استمر 23 يومًا وأدى إلى استشهاد أكثر من 1436 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 5400.
- عدوان تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 على غزة، الذي أدى إلى استشهاد 162 فلسطينيًا وإصابة نحو 1300.
- عدوان 2014 على غزة، الذي استمر 51 يومًا، ونجم عنه استشهاد 2322 فلسطينيًا، وجرح نحو 11 ألفا آخرين.
الانتفاضات:
- انتفاضة أواخر 1917، عندما فوجئت الجماهير العربية، بالوطن العربي يقسم إلى مناطق تحكمها إدارات عسكرية، فبادرت إلى التعبير عن رفضها بإعلان الانتفاضة .
- انتفاضة عام 1919، التي اندلعت فور صدور قرارات مؤتمر "فرساي"، ووضع دول الوطن العربي تحت الانتداب، واعتراف بريطانيا بالوكالة اليهودية داخل حكومة الانتداب على فلسطين، واشتراكها معها في الإدارة التشريعية والمعارف، والبدء بتهجير اليهود من كل أنحاء العالم ودفعهم للاستيطان في فلسطين.
- انتفاضة البراق عام 1929، إثر الاعتداءات اليهودية (بحماية الاحتلال البريطاني)، على المقدسات في القدس، وأعلنت بريطانيا على أثرها حالة الطوارئ واعتقلت المئات، وحكمت على 9 من المناضلين بالإعدام، ومن بينهم: فؤاد حجازي، وعطا أحمد الزير، ومحمد جمجوم .
- ثورة "القسام": بعد ان غادر المجاهد عز الدين القسام بلده سوريا، لجأ الى فلسطين لاستكمال الثورة ضد المحتل، وبتاريخ 12/11/1935 توجه إلى أحراش يعبد غرب مدينة جنين، وهناك اعترضنهم قوة بريطانية فنشبت معركة ضارية استبسل فيها القسام ورفاقه حتى استشهدوا.
- ثورة وانتفاضة 1936: مع استمرار بريطانيا في ترسيخ الوجود اليهودي في فلسطين، اندلعت ثورة ضد الاستعمار البريطاني، شملت كل فلسطين وانخرط فيها معظم أفراد الشعب الفلسطيني وساهم فيها العرب أيضا، وترافق مع الإضراب العام الذي امتد ستة أشهر كاملة، ثورة مسلحة.
- انتفاضة عام 1987 أو انتفاضة الحجارة، التي استمرت سبع سنوات، استشهد خلالها 1550 فلسطينيا، واعتقل 100 ألف آخرون، إضافة إلى 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، و65% من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في احد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة.
كما كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي أن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات.
- انتفاضة عام 2000 او انتفاضة الأقصى، والتي اندلعت عقب اقتحام شارون باحات المسجد الأقصى، وارتقى خلالها 4412 شهيدا، و48322 جريحا.
- انتفاضة العودة عام 2011، وبدأت بمسيرات سلمية دعا لها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في 15 مايو 2011 في الذكرى الـ63 للنكبة.
وطالب خلالها المتظاهرون بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذي ينص على حق عودة الشعب الفلسطيني إلى القرى والمدن التي هُجر منها نتيجة لحرب 1948.
وكان يُفترض أن تنطلق هذه الانتفاضة بحسب دعوة النشطاء، من 30 نقطة تنتشر على طول حدود الدول المحيطة بفلسطين التاريخية؛ إلا أنها لم تنطلق إلا من سوريا ولبنان، ما أسفر عن استشهاد 30 لاجئا فلسطينيا من مخيمات سوريا ولبنان في مواجهات مع الاحتلال على الحدود.
أبرز الهبات الشعبية:
- هبة الأقصى عام 1969، عقب إحراق المسجد الأقصى، واعتقال سائح أسترالي على خلفية ذلك.
- هبة الأقصى أو ما عرف بالنفق عام 1996، التي انطلقت بعد أن فتحت بلدية الاحتلال في القدس باب النفق الغربي أسفل الأقصى المبارك، وامتدت من شمال فلسطين إلى جنوبها وارتقى خلالها 63 شهيدا، 32 منهم في الضفة الغربية، و31 في قطاع غزة، وأصيب 1600 آخرون بجروح متفاوتة.
- هبة الأقصى عام 2015، التي انطلقت بشكل عفوي ضد إصرار الاحتلال الإسرائيلي على التدخل في شؤون المسجد الأقصى والمضي في تهويده، واستمرت نحو عام، وأسفرت عن استشهاد 250 مواطنا، 161 منهم أثناء تنفيذهم عمليات طعن ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه.
- هبة الأسرى عام 2017، التي اندلعت مع إضراب نحو 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي ضد ظروف اعتقالهم، وقد استمرت الإضرابات والاحتجاجات في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
- هبة الأقصى عام، 2017، وكانت تحركا شعبيا حاشدا وواسعا تميز باعتصامات متواصلة على بوابات الأقصى، التي وضعت عليها سلطات الاحتلال كاميرات مراقبة، وبوابات إلكترونية لتفتيش وفحص المصلين، وانتهت بتراجع سلطات الاحتلال عن قرارها، وأسفرت عن استشهاد 15 فلسطينيا، وإصابة واعتقال المئات من أبناء شعبنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها