في دراسة هامة تحت عنوان: الأيديولوجيا الناعمة لـ"الإسلام السياسي" ومستقبله بعد الربيع العربي الصادرة عن مركز الجزيرة للدراسات، في 17 يونيو 2019 يتعرض الباحث للجانب الفكراني (الأيديولوجي) لما يسمى "الإسلام السياسي" وخاصة "الاخوان المسلمين" مع الاستصحاب التاريخي حيث يقرر شفيق شقير أن هذا التيار جزء من تيارات المنطقة وليس دخيلا عليها، كما يرى، وإن ارتبط بردة الفعل على الحقبة العثمانية وزوال السلطنة.
 وفي البحث لتسويغ فكر ومسار تيارات "الإسلام السياسي" يشير لشرعية كياناتها ووجودها والذي لم تستطِع أن تبعده عن المُعطى الفقهي الديني، أو ما أشار له بـ"السردية الإسلامية" والأيديولوجيا الإسلامية الذي لم تستغنِ عنه التيارات لتبرير شرعية وجودها.
الدراسة برأينا تتضمن جهدا هاما ولكنه مرتبط بمحاولة جادة لنفخ الروح في (الإخوان المسلمين) وتصوير هزائمها الفكرية والسياسية والتنظيمية المتكررة كقدرة على (التلاؤم) في ظل أنها تنحرف عن النص و"السردية الإسلامية" بل والأيديولوجيا المؤسسة للفكرة.
وفي تبرير لتأخر الفهم وجمود الرؤية، أو التبرير لعجز "الاخوان المسلمين" لعشرات السنين عن فهم المتغيرات الداهمة، والتلاؤم مع الأحداث في سياق الفهم الواعي لمعطيات الفكر الإسلامي يحاول الباحث أن يُسبغ قيمًا ايجابية على محطات العجز والتقهقر والحروب الدونكيخوتية الطويلة ضد قيم التطور والحداثة فيَسِم الأيديولوجيا الإسلامية كما أسماها لهذه التيارات بأنها تعني (جعل الإسلام حاكما على كافة مجالات الحياة) في إطار الصفات المميزة للإسلاموية حسب الباحث محمد عفان أنها تمتلك 3 صفات هي أنها أولا: معاصرة، ما نشك به ولا نجده يتعصرن الا بعد جدل وحروب فكرية طويلة وبشكل جزئي وليس كلي، وأنها ثانيا: فكرية وسياسية في إشارة لإيجابية ذلك الخلط المعيب للتخصصات، على ما يحمله بالحقيقة من خلط المطلق المقدس (العقيدة) بالمتغير الواقعي (السلطاني بالمصطلح الإسلامي، أو السياسي) حتى لا يستبين الناس الدين من حامليه أو مدعيه، وإن كان ذلك تماما هو ما سعت هذه التيارات له، أي أن تخلط ذاتها وتنظيماتها و"دعوتها" بالدين، فلا يستطيع الإنسان مطلقا إلا أن يربط بين الجماعة أو الحزب وبين الفكرة السامية أي الإسلام.
 وبمعنى آخر يصبح الحزب هو الإسلام، ورجالاته حُكما هم فقط رجالات الإسلام. أما ثالث الصفات للأيديولوجية الإسلامية كما ينقل الباحث فهي الطبيعة الشاملة للإسلام، ما لا يبرر لحزب ما الإدّعاء بشموليته على غرار حقيقة الشمولية المرتبطة بالإسلام ذاته.
قد لا نتفق كثيرا مع المصطلحات التي يوردها الكاتب ويفترض أنها تمثل "الإسلام السياسي" مثل استخدامه مصطلح القوة الناعمة التي يراها (التأثير في سلوك الآخرين من خلال جذبهم أو جعلهم يريدون طوعًا ما تريد) كما يورد، إذ في حقيقة الأمر لانجد غالب التنظيمات والاحزاب الأيديولوجية عامة ومنها الإسلاموية إلا أحزابًا قسرية جبرية سواء من الناحية المادية أو النفسية مستخدمة مختلف الحيل والقوة الخشنة بالحقيقة وليست الناعمة عبر توظيف الموروث والسردية الإسلامية وكأنها هي ذاتها سردية الحزب فقط فلا يستبين الشخص الدين بكل مكوناته الا عبر طريقة التعبير أو طريقة الفهم أو القراءة الأحادية للحزب، وبمعنى آخر يتم وضع الدين الإسلامي بعظمته وسِعتِه ورحابته في داخل كبسولة الحزب التي إن تم ابتلاعها يصبح الانسان مسلماً حقيقيا وإن لم يفعل يخرج من إطار "الدعوة" التي هي عندهم مرادف الحزب كما يخرج من الدين!
ورغم الإشارة الثرية للكاتب للمشتَرَك بين المسلمين عامة وبين التنظيمات الإسلاموية في السردية الإسلامية ما يجعل من البيئة الشعورية واحدة فإنه لا يذكر الأساليب الخشنة بالاقناع والتي تستخدمها التنظيمات الإسلاموية "المعتدلة" في سياق مفاهيم تصنيف الناس إلى درجة التجهيل للمجتمع، والعزلة الشعورية والمكانية، وفكرة المظلومية والمحنة، وتقديس الحزب والذات، وفكرة الفسطاطين أو المعسكرين التي تجعل الصواب محتكرا فيها وفي قياداتاها، ومن معنا فهو مسلم ومن ليس معنا فله من التصنيفات الكثير الا ان يكون مسلما كاملا.
وحين يشير الكاتب لعملية الخلط المقصود من قبل "الاخوان المسلمين" بينهم كتنظيم، وبين الدين فإن إشاراته تأتي خفيفة جدا وحذِرة من النقد على عكس ما فعل د.عبد الله فهد النفيسي في كتابه الناقد لهم وعلى عكس ما فعله د.عبدالله أبوعزة أو الشيخ فتحي يكن أيضا في نقده الشديد لهم وهؤلاء من "الاخوان المسلمين" ومثلهم أمثال كثيرة ممن خرجوا من عباءة الإخوان المسلمين.
  حين يقرّر الباحث أن الأيديولوجيه الإسلامية "معاصرة وليست حبيسة الماضي" كما يقول، فإنه لم يستطع أو لم يشأ أن يوضح أضخم سلبية تعتمدها هذه التيارات متمثلة بتعمد الخلط، في حين يتعرض لها بإشارة تبدو عابرة وملطّفة وكأنها ميّزة وليست نقيصة وعيبا فاحشا، إذ يقول في ص6 من الدراسة (أن هناك تداخلا بينها-هذه التنظيمات الإسلاموية- وبين الدين من حيث فهم أو استعداد جمهور المسلمين لفهمه، وهو جوهر قوتهم الناعمة)، وبالأحرى نقول أنه جوهر التوظيف والاستغلال الخشن للناس بشكل مرعب وما ذلك بقوة ناعمة أبدا.
وفي تواصل المديح للتنظيمات الإسلاموية وخاصة "الاخوان المسلمين" والربط بينها وبين الإسلام حصريا وفي محاولة يائسة لتقديم نقائصها كمميزات يقرر الباحث أن عناصر قوة الإسلامويين (يسميهم الإسلاميين) تعتمد نموذج "التوثيق" لاثبات شرعيتها و"الملاءمة" مع الواقع و"الفعالية" بتحويل الأفكار لقرارات سياسية ومطالب.
يرى الباحث ص 6 (أن قوة الشرعية في التيارات الإسلامية تتصل بقوة الدين الذي تنسب نفسها اليه) ونحن نرى ذلك ليس قوة شرعية بقدر ما يشكل تلاعبا متعمدا في عقول وقلوب الناس من حيث الربط الفاسد بين التنظيم الحركي وبين العقيدة الدينية.
 وهو إذ يشير لهذه النقطة دون تبيان خطرها الكبير، فإنه على ما يبدو يترك للقارئ أن يستنتج ما يشاء بطريقته الذكية! فيقول نصا بذات الصفحة أن هذه التنظيمات تسعى (للمطابقة بين الإسلام (السردية الإسلامية) وبين أبرز المقولات التأسيسية لكياناتها وتوجهاتها لتكون كأنها شيء واحد حقا وحقيقة)! وهذه ليست ميزة برأينا وبرأي أي عاقل بقدر ما هي خطر على العقيدة والدين. ويوضح الباحث السبب في هذا المسلك لدى هذه التنظيمات بالقول لأنه (يحميها من التشكيك ويجعلها جزءا من إيمان المسلم وجزءا من عمله اليومي المعتاد لا سيما في شقه السياسي)!
إن ثلاثية التوثيق والملاءمة والفعالية كما يسميها هي بالحقيقة تعمد الخلط والتضليل والاستغلال لتحقيق الهدف التنظيمي الحزبي، ولو على حساب عقيدة المسلم أو على حساب إيمان الانسان الذي لا يكون مؤمنا الا إن كان منهم فقط حيث يشير ص7 (أن بعض الأفكار التأسيسية في الحركات الإسلامية جاءت وفق نفس الآلية والتطابق، فهي "دين"، ولو في سياق مختلف، وليس بمجرد الترويج أو الإدعاء، بل باستدلال فقهي "يؤكد" أنها جزء من واجبات المسلم)! وهذا نص في غاية الوضوح على ما يسميه "الملاءمة" تلطفا وهو بالحقيقة الخلط المقصود والتلاعب والاستغلال بعينه.
وللتأكيد يضيف أنه في الحركات الإسلامية هذه ولغاية ما يسميه التوثيق الديني من النصوص الشرعية الإسلامية تتداخل القطعيات التـأسيسية في الإسلام ذاته معها! إذ حيث لا حركات إسلامية فلا سياسة شرعية! ويبرر ذلك بالقول أن (السردية الإسلامية تساعد على ذلك حيث يختلط الواجب التعبدي بالواجب السياسي المناط بالمسلم)! ومحاولا الربط بين العلم الديني والفقه والدين واستخدام ذلك او الإشارة اليه كمبرر للخلط  فمحمد بن سيرين يقول عن علم الحديث كما يورد الباحث (أن هذا العلم دين)، لنتساءل نحن هنا على نفس القاعدة لم لا يكون على ذات الشاكلة هذا التنظيم دين! وهو ما يتم تصويره فعليا.
يشير الباحث لنقطة "الدعوة" ولنقطة المطالبة بالخلافة وحكم العالم وأستاذيته كمبرر شرعي لوجود هذه التنظيمات رغم التطور و"المواءمة" الحاصلة في فكرها مع الكيانات السياسية الوطنية، إلا أنه يعود للجذور التأسيسية حين يشير على استحالة أو صعوبة أو عدم رغبة غالب تيارات "الاخوان المسلمين"  للتخلي عن قدسيتها وحتمية ربطها الدين برفض تخليها عن الأمور "الدعوية" الدينية على عكس ما فعل حزب النهضة في تونس ولقي في ذلك الهجوم والعنت.
 فيقول الكاتب أن التمسك ب"الاخوان المسلمين" كدعوة دينية وفعل سياسي معا، لا يمكن أن يتوقف لأن في ذلك شرعيتها فالدعوة (وظيفة الرسل والانبياء) لذا فمبرر وجود الجماعة هو "الدعوة"، وقد وصف حسن البنا "الاخوان المسلمين" كلها بأنها "دعوة"، ونصا يضيف ص8 ( وهو ديدن الجميع إلى اليوم، فهي الإسلام نفسه من حيث وقعها العاطفي والوجداني، ومنه تستمد شرعية نموذجها وإن كانت لا تمثله بالضرورة).
في البناء التنظيمي والمواءمة والتي هي في الحقيقة ليست مواءمة بل خلط واستغلال لدرجة التدليس على الناس يطرح فكرة أن صلاحية الدين لكل زمان ومكان تشكل جوهر خطابهم ما يجعل من هذه التنظيمات كما يقول ص9 (ليست مجرد وعاء تنظيمي بل إطار ديني وشرعي (جماعة) واجب الوجود لأقامة أحكام الإسلام التدبيرية)! مضيفا كي لا يُشكل على أحد الفهم (وكما أن الدين صالح لكل زمان ومكان فهي بالضرورة كذلك)! أي أن صلاحية "الاخوان المسلمين" هي بصلاحية الإسلام! رغم أن التاريخ يسجل إنطفاء وانتهاء وزوال أكثر من 800 تنظيم إسلاموي وبقي الإسلام متوهجا.
في بحثه الحذِر يرى الكاتب أن "الاخوان المسلمين" قبلوا بالدولة القومية ص10 (ولكن من باب الضرورة كما يبدو من صنيعهم وتراثهم، على أن تكون محل إصلاح وتغيير للوصول للخلافة وهو الذي يغلب على ممارستهم السياسية....) أي أنها محطة مؤقتة تماثل ما اعتبر فيها محمود الزهار أن فلسطين مجرد قشة او سواك لا قيمة له في ظل هذا المشروع الاخواني العالمي الكبير. وكيف لهم أن يضحّوا بالهدف العظيم مقابل الهدف الجزئي الذي تقيأ من ذكره محمود الزهار أيضا، وكان حسن البنا قد اعتبر الخلافة حسب ما ينقل الكاتب عنه ( شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير بأمرها والاهتمام بشأنها... والاخوان المسلمين لهذا يجعلون فكرة الخلافة والعمل على إعادتها على رأس مناهجهم.....) على عكس ما تقوله السنة، وصولا للاجتماع (على الإمام الذي هو واسطة العقد... وظل الله في الأرض) كما يقول البنا نصا في رسائله!
تمت الإشارة للتناقض بين الفكرة والتطبيق بالسعي الاخواني للخلافة بصيغة ملطّفة على عادة الكاتب وحذره هي صيغة "التخفف" بدلا من أن يقول التناقض أوالتراجع أوالتطور، إذ يعتبر أن هذه الحركات في بحثه ص11 ( تتلاءم مع المرحلة وهو الأصعب على القوة الناعمة لأيديولوجيا مجمل التيارات الإسلامية لأن الملاءمة تتطلب التخفف من حرفية النص، بالتأويل مثلا، أو وضع ما مسافة معه...)
في الدراسة تبرير مبالغ فيه لحضور "الاخوان المسلمين" في السياق التاريخي ضمن محاولة لإعطائهم دور مستقبلي بغض النظر مما اشتملته الدراسة من اشارات نقدية واضحة وان كانت مهذبة جدا تشير لاستبداد التيارات الإسلامية ولاستغلالها الدين لأهدافها الحزبية والشخصية وفي محاولاتها المستميتة للكذب على الجماهير كما أشرنا بتصوير نفسها والإسلام كشيء واحد ضمن مقالة الحصول على (الشرعية) السياسية عبر الشرعية الدينية.
إن الدراسة وان تكلمت بشكل مهذب ومهادن، إلا انها تصور خطر الايديولوجية الاخوانية على عموم المسلمين بمحاولة فرض نفسها تفسيراً أوحدا لطريق الإسلام، فحين يتعرض الباحث لما يسميه الفعالية السياسية يقول ص12 (المقصود بالفعالية السياسية الوصول إلى الحكم وممارسة السلطة في إطار تنظيمي متكامل يحمل شرعيته الدينية المستقاة من السردية الإسلامية...) أي من الإسلام ذاته الذي يعطيها شرعيتها.
من المفيد ذكره بشكل آخر أن الكاتب الحذِر بنقده وإن ضمّنه في الحشايا حيث الإشارة الذكية للمراجعات الاخوانية والتناقضات الحديثة بعد سقوط حكمهم في مصر، فإنه يشير بإخلاص  إلى أن التيارات الإسلامية كما يقول في تعارض مع فكرة المواءمة ص19 (تمتلك من التناقضات خاصة حين الاختلاف بين بعضها بعضا ما يفسد قدرة الإسلام السياسي على التلاؤم مع الواقع السياسي أو يعرقل قدرتها على التطور بالتوازي مع المحافظة على قوة التوثيق الديني لمقولاتها الرئيسية لأنها تستهدف خطابها الديني وبالتالي تضعف شرعيتها) مضيفا أن هذه التنظيمات الإسلاموية (معنية بتعزيز شرعيتها من النص بما يتجاوز الاجتهادات التقليدية المتصلة بالشأن السياسي في السردية الإسلامية) والنص هو القرآن الكريم.
 في الاستنتاجات الهامة للدراسة أيضا نفهم أن عملية الاستغلال الديني للمقدس أي للقرآن والدين والعقيدة لدى الناس ستظل مستمرة لدى "الإخوان المسلمين" من خلال: الاصرار على صفة الدعوية أو(الدعوة) في خطابها الذي يجعلها والإسلام شيئا واحدا! وفي ص 20 يقول (حيث يبدو من الصعب أن تلجأ لخيار فصل الدعوي عن السياسي لصالح الاخير، لأن التخلي عن الدعوة كأساس لأيديولوجيتها يعني التخلي عن أساس قوتها الناعمة والتخلي عن تأييد أصل ديني لدعوتها فضلا عما يعنيه ذلك من التخلي عن الإرث والتكيف التاريخي للحركة مع هذا الأصل الذي يكاد يساوي جوهر وجودها).
مشيرا لتأخر الفهم لدى "الإخوان المسلمين" بما أسماه "الانتظارية" لأنه كما يقول عن "الإسلام السياسي" ص21 أنه (اعتاد أن يستفيد من تراجع سواه حتى وهو يتراجع، ولكن ينتظر الجميع بلا استثناء مسار من المراجعات) ومشيرا إلى لجوئهم للتأويل لحل الإشكالات مع النص.
  التنظيمات الإسلاموية ستواجه صراعها الجديد ليس مع العلمانيين والقوميين كما يضيف الباحث وانما مع ذات الإسلامويين لتفكر بكيفية المواءمة او الاحتيال أو التراجع المؤقت برأينا على علاقة الحزب بالدين وبالسياسة، وهو إذ يؤكد أن التغيير في هذه التنظيمات يقع حيث وضح تبني الدولة القومية لديها ما يجعلها تدفع ثمنا كبيرا وبوضوح من أجل المحافظة على سلطة شرعية في دولة قطرية الا أن مفهوم الخلافة كما يتنبأ ص 21 قد يصبح (واقعة تاريخية ذات قيم ملهمة أو حاكمة أكثر مما هو حقيقة دينية واجبة الوجود بذاتها) رغم أن حسن البنا جعل الخليفة هو "ظل الله في الأرض" كما قال نصا.
 نعتقد إلى ذلك أن ما أسماه الكاتب قدرة (الاخوان) على (المواءمة) هو بالحقيقة صيغة الانهزام والتراجع أمام الواقع لصالح دحر الأيديولوجي أو تسكينه، وتقديم السياسي لمصلحة الحزب، واستخدام الديني والعقدي استخداما عنيفا بتضليل وتسميم أفكار المسلمين عبر تحقيق الربط الوهمي بين شخوصهم وجماعتهم والإسلام حصريا.
 وعليه نرى بوضوح أن تنظيم "الإخوان المسلمين" خاصة في المركز القطبي فيه يتحول شيئا فشيئا إلى فرقة أو طائفة دينية منفصلة عن عموم المسلمين تصر على إحاطة نفسها بالقداسة والشرعية بخلط الديني بالدنيوي والحزبي بالعقدي ما يضلل المسلمين ويُلبِس عليهم دينهم ما يحتاج منهم كتنظيم وفكر أكثر من التوثيق والمواءمة والعصرنة كما ترى الدراسة، إذ يحتاجون لعشرات المراجعات الحقيقية ليصبحوا جماعة من جماعات المسلمين، أو تيار من تيارات مجتمعاتهم يتقبلون الآخرين دون أحكام أيديولوجية مسبقة، ودون اتهامات دينية في سياق فكر المعسكرين الإقصائي، ويتفاعلون مع كافة فئات المجتمعات في الصيغة المدنية المواطنية والتي هي من تجليات الفهم الإسلامي الحضاري الرحب الذي يستوعب الجميع في إطار فهم الدين الإنساني المحصن بالقيم و تحقيقا للعدالة والحرية والحق لكافة البشر.